الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

أمينة بن الشيخ: بعد مرور سنة على وفاته.. صرخة "الداحماد" أحمد الدغيرني

أمينة بن الشيخ: بعد مرور سنة على وفاته.. صرخة "الداحماد" أحمد الدغيرني الراحل أحمد الدغيرني وأمينة بن الشيخ
فقدت الحركة الأمازيغية أحد أبنائها البررة الذي لن يكرر التاريخ مثله، أنه الأستاذ المناضل أحمد الدغيرني أو كما يلقبه أبناء وبنات الحركة الامازيغية الداحماد أو أمغار، أنه بالفعل امغار لكل ما تحمل كلمة تيموغرا من معنى الحكامة و الحكمة، الأستاذ أحمد الدغيرني تعرفت عليه في بداية تسعينيات من القرن الماضى بمنظمة تامينوت التي كانت تسمى الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية، واستمرت صداقتنا حني  وافته المنية تغمده الله برحمته، صداقتنا كانت مبنية على الاحترام الكبير فكان كلينا يعرف  حدود الآخر في تقبل أفكار ومواقف بعضنا البعض، كان يعاتب على صراحتي الزائدة، وكنت أعاتب على جرأته غير المحسومة المخاطر، الأستاذ أحمد الدغيرني كان مناضلا امازيغيا  جامعا مانعا مارس النضال من جميع ابوابه بدءا من مهنته كمحامي حيث كرس مكتبه ومعارفه  القانونية في الدفاع عن كل القضايا الأمازيغية، فكان رحمه الله من الأوائل الذين انتصبوا للدفاع في الثمانينيات من القرن الماضى عن فقيد الحركة  الأمازيغية الدكتور علي صدقي ازايكو  ثم مناضلي جمعية تليلي في احدات 1994  لكلميمة، كذلك من  الأوائل الذين بادروا للدفاع عن معتقلي الحركة الأمازيغية في كل المواقع بدون استثناء موقع عن موقع، كما انخرط كذلك في الدفاع وتبني قضية معتقلي حراك الريف وقبلهم قضية الشهيد عمر خالق مارس النضال من بوابة الاعلام والتواصل بدءا بمساهمته المادية والمعنوية في تأسيس جريدة تاسافوت التي كانت تصدرها جمعية تامينوت، ثم جريدة أمزداي  الناطقة بإسم مجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الأمازيغية الذي كان الفقيد يترأسه، مارس النضال من بوابة السياسة فكان له الفضل في تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي استطاع بحنكته  السياسية وبحكمته  الرزينة ان يجمع حوله  مناضلي ومناضلات  من كل جهات المغرب حول فكرة واحدة وهي تأسيس حزب مبني على  مرجعيات أمازيعية حرر لها مشروعا جامعا مانعا وهو البديل الأمازيغي الذي استمد مرجعياته من الثقافة والحضارة والأعراف والتاريخ الأمازيغي بغرض القطع  مع الأيديولوجيات المستوردة التي دأبت الأحزاب السياسية أن تؤسس عليها مرجعياتها، الداحماد اختار في اخر أيامه أن يقيم بمسقط  رأسه "بئيكرار ن سيدي عبد الرحمن  باكلو، وهناك قمت بزيارته رفقة زوجي ورفيقي  في النضال رشيد الراخا، لم يكن أمغار يستطيع  الكلام ولكن الشارة الثلاثية الأمازيغية كانت بمثابة حوار عميق بيننا  تلتها ابتسامة ثم وداع، لم أكن أعرف انه الوداع الأخير ولكن هكذا كان الداحماد ادغيرني كان متميزا في كل شيء في حياته وحتى بعد مماته، فيجب التذكير وتسجيل أنه أول مناضل في الحركة الأمازيغية يقدم جلالة الملك التعزية في حقه لعائلته الصغيرة ولعائلته الكبيرة، الحركة الامازيغية، وهذا أن دل على شيء فانما يدل على مكانة الرجل الغالية في المجتمع السياسي والحقوقي المغربي، كما أن هذه التعزية الملكية التاريخية تحمل إشارات قوية من أهمها أنها بمثابة جواب للذين ينعتون المرحوم ادغيرني بالمتطرف والصهيوني وما إلى  ذلك من نعوت مجانية ومجانبة للصواب، كذلك تحمل من بين طياتها إشارات مفادها ان الفقيد و بالرغم من كل الانتقادات التي كانت توجه له من طرف الأصدقاء قبل الأعداء كان يسير في الطريق السليم و العبارات والكلمات التي استعملها جلالة الملك في رسالة التعزية من قبيل، »مناضل حقوقي، مشهود له بالكفاءة،  صواب نهجه، الالتزام بنبل وشرف مهنة المحاماة، سالمة مواقفه، جدية نضاله « أن دلت على شيء فإنما تدل على أن الإنسان إذا كان  مقتنعا بمواقفه ومبادئه ومناصرا للحق ولا يخاف من ذلك لومة لائم  من له قناعات ومبادئ فما عليه إلا أن يناضل عليها وأن يتمسك  لمواقفه مهما كانت النتيجة وأكيد أنها طال  الزمن أو قصر ستكون الأعتراف بالجميل وهو ما حصل الان للداحماد الدغيرني من اعلى سلطة  في البلاد، هي إذن رسالة إلى الشباب المناضل والشابات المناضلات كل من موقعه وكل حسب قناعته، رسالة، تؤكد على أن من امن بفكرة فليناضل من أجلها ويتمسك بها في إطارالشرعية والمسؤولية والجدية.

وقديما قال الحكيم الأمازيغي: 
ⵓⵔ ⴰⵖ ⵉⵜⵜⵙⵏ ⴰⵜⵉⴳ ⵉⵔⴳⴰⵣⵏ ⵖⴰⵙ 
ⵉⵔⴳⴰⵣⵏ
Ur agh ittsn atig irgazn ghas irgazn
لا يعرف بحق الرجال الا الرجال