الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

الحسين الدومي: نقطة ضوء

الحسين الدومي: نقطة ضوء الحسين الدومي
لاشك ان فيروس كورونا قد قلب العالم راسا على عقب ، لما سببه من أزمات ليست اقتصادية فحسب بل سياسية  وصحية ونفسية إذ  جعل العالم يعيش مرحلة ارتباك عجز حتى عن تشخيصها التشخيص الصحيح ، بل وعجز عن التنبؤ متى وقت التخلص منها ، فارتباطا بالتدابير الاحترازية الملزمة اضطر الناس معها تغيير بعض عاداتهم وتصرفاتهم ، تبعا لمعطيات فرضت نفسها فرضا ، ومن اهمها التباعد الجسدي والذي قلص الى حد ما من العلاقات  الإجتماعية والتقارب فيما بينها  بل حتى الانسانية منها ،   فاختلى كل واحد منا بنفسه بل أقصد بهاتفه يطالع احداث العالم من خلاله في عزلة تامة طال زمنها وهكذا فهم الكثير منا خطأ ان التباعد الجسدي يساوي التباعد الإجتماعي ، وهذا فهم خاطئ يحتاج منا تصحيحه ، لان التباعد الجسدي محدد بمسافة معينة بين شخصين او أكثر ، الغاية منه حماية  النفس البشرية من الوباء الذي فتك بالعديد من الناس في شتى انحاء العالم ، ومع ان هذا الامر ينبغي ان يشكل  دافع لتقوية العلاقات وجعلها مترابطة فيما بينها ، خاصة ان العامل النفسي كان له التأثير الكبير  على الكثيرين ، والكل يعلم ان مناعة الإنسان تتارجح سلبا او إيجاباً كلما زاد  خوفه او نقص .
نحن بأمس الحاجة إلى وعي  كبير حتى تمر هذه الجائحة بأقل الأضرار وكذلك في حاجة ماسة لإعادة النظر فيما نأكله وكيف نأكله .
الحياة لا تتوقف ولا تنتظر احد ، لكن الظروف يمكن تجاوزها بكل تفاصيلها ومحنها ، والعلاقات الإجتماعية اساس في المعادلة ، فلنقترب أكثر من بعضنا البعض وليساعد كل واحد منا الاخر في عالم متغير سريع الخطى
 يحتاج منا إبتسامة مشرقة وافكار مقنعة قادرة على بعث الامل والسرور في نفوس أنهكتها متاعب وازمات هذا الزمن ؟