سيدي عبد الواحد الراضي...
إنك عبد الواحد... ولست الواحد...
لست غير فان... والفاني يترك من دنياه زمنا لآخرته، لا يشغله تصويت ولا مرسوم ولا اتفاقية...
أنت الراضي... المرضي عنه في كل الأزمنة المغربية... يكفيك هذا... ويكفي آل الراضي... أنهم لا تنقطع آصرتهم بالسياسية... فهم من نعلم...
أنت الاشتراكي الذي عذب لينين في قبره...
وندم تروتسكي على موته اشتراكيا...
وحدهم الصينيون يفهمونك..
أنت الاشتراكي الذي أتبث أن من حق القوات الشعبية، أن تكون غنية... غنية جدا... أن تكون إقطاعية وليبرالية وديمقراطية وثورية وإسلامية ورأسمالية... وفوضوية... شريطة أن تظل وفيه لحزب اسمه الاتحاد الاشتراكي... وقبله الاتحاد الوطني...
لا يهم الاسم... ولا التاريخ السياسي... تكيفوا مع كل زمن سياسي مغربي...
فقط ظلوا اشتراكيين... خذوا بطاقة الحزب... وصوتوا ضد القوات الشعبية إن دعت الضرورة... لكن لا تقطعوا الصلة مع حزب المهدي بنبركة... ولا تقطعوا المساهمة الشهرية....
الأفكار لا تصنع برلمانيا... الأفكار لا تولم الولائم... الأفكار لا تسمح بتغطية الدوائر... الأفكار لا تمنح حق الخلود في البرلمان...
وسعوا عقارهم... امتلكوا الأراضي والهضاب والسهول... كونوا قبلة الفلاحين الصغار... كونوا قبلة المزارعين... كونوا أغنياء كفاية واشتراكيين فقط في مقرات الحزب... وكونوا معتدلين جدا في المؤتمرات... ليشهد الأشباح أنكم أوفياء... ولابد منكم في البرلمان...
سيدي عبد الواحد الراضي... أنت عبد الله الواحد ولست الواحد... أنت الراضي الوحيد الذي شهيته البرلمانية مفتوحة جدا... نهمة حد الخوف أن تطلب ود الناس في جنازتك... أطال الله عمرك...
الملك ألح على تجديد النخب... ألا استحييت...؟
الملك يرد نخبا جديدة... حشم على عراضك نت وسي الحبيب... باراكا... حشومة...
لم يبق أمام الملك سوى أن يرسل لكم من بهمس لكم في آذانكم....الله يجعل البركة....
المصيبة أن المغرب السياسي يعيد تدوير الوجوه السياسية نفسها...
المؤسف أن أسلوب الشناقة في الانتخابات انطلق منذ تدشين عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية...
لا شيء يشي بتغير جذري في قواعد اللعبة البراديمقراطية المغربية...
المال هو الفاصل فيها...
القبلية الغنيمة هما المؤثران القويان....
الأفكار معطلة... والتاريخ من جديد يمنح الحمقى والجهلة والغوغاء والانتهازيين حق تقرير مصير المغرب....
علامة بؤس الديمقراطية في المغرب إصرار العجزة والفاسدين على الاستمرار في التواجد بالبرلمان...
إنه إدمان... لا مثيل له...
علامة البؤس السياسي في المغرب...هو عودة المال والأثرياء والباطرونا للتأثير على الإرادة الشعبية...
نحن في أزمة اجتماعية عميقة... لا يمكن أن تفرز إلا ديمقراطية الفساد وشراء الذمم...
لأن الفقر متمكن... والعوز عميق... والبطالة تعطل الخيار الديمقراطي...
نتفهم شعبنا حين يعطي صوته من أجل المال في زمن كوفيد...
نتفهم شعبنا حين بتحول جيشا من الفقراء، ينتظر من يعطي أكثر...
نتفهم أن الديمقراطية مجرد حصان طروادة للنهب والفساد واستنزاف الخيرات والمقدرات الوطنية بشكل ناعم وغير مثير...
عودة سي الراضي... المرضى عليه... بؤس حقيقي ومؤشر على مدى تفاهة النخبة السياسية في الوطن...
المال يحرجنا جميعا... لهذا تحن عاجزون على مسايرة إيقاع ديمقراطية تصنع العبيد والانتهازيين والمؤلفة قلوبهم ماليا واجتماعيا...
الله ينعل لي ما يحشم...
- خالد أخازي، روائي وإعلامي