الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خالد أخازي: تونس... واغتيال الديمقراطية

خالد أخازي: تونس... واغتيال الديمقراطية خالد أخازي
ما وقع في تونس، من تجميد للبرلمان وإقالة الحكومة، لا سند له في الدستور التونسي.. ولا في الأدبيات الديمقراطية...
مواجهة الفاشية المحتملة لا يمكن ان يتم بفاشية مضادة خنجرها من ذهب..
التجميد مفهوم ملتوي، متحايل على الدستور...
فالأعراف الديمقراطية واضحة التعابير القانونية التي هي مؤطرة بالدستور...
ليس هناك موقع ثالث... التجميد.... فضيحة... جريمة في حق الثورة..
ما فعله قيس ... جريمة في حق بلده....
تعابير رنانة... كاختطاف الثورة تغطي على الحقيقة الصارخة...الديمقراطية تذبح ... وفاشية جديدة واجهتها مزيفة تحتل مواقع متقدمة...
لا يهمني الغنوشي ولا حزب النهضة...
الديمقراطية أكبر بكثير من تصريف الخصومة السياسية بضرب الديمقراطية....
ما فعله زمخشري السياسة سعيد قيس... ما كان له أن يقع لولا وجود تحالف خفي بين الجيش وقيس، والطابور الخفي المضاد للثورة...
هذه هي الديمقراطية... كما اتت بالعدالة والتنمية بالمغرب... أتت بحزب النهضة... بتونس...
لا أحد له الحق في إحراق مقرات الأحزاب تحت أي مبرر...
الاختلاف لا يعطي الحق للدولة أن تبرر ما يقع لتدبير الأزمة بحجة الغضب الشعبي....
لا أحد له الحق في دولة الحق والقانون في اقتحام المقرات الحزبية و نزع يافطاتها...أمام الكاميرات...
مهما كانت درجة الغضب.. الشعبي...
ما وقع في تونس... لن نجد له أي مصوغ ديمقراطي....
إن كان الفساد مستشريا... فالآليات في النظام الديمقراطي واضحة... اللجوء للقضاء... ورفع الحصانات... ومتابعة اللصوص والفاسدين...
بحجة مواجهة الفساد لا يمكن اختراع مصطلح جديد هزيل... يؤسس للمنزلة بين المنزلتين...
التجميد خراقة... صنيعة عقل عربي... مازال يدير السياسة بمكر القبيلة....
الحقيقة..... أننا نعيش ديماغوجية سياسية حد التنويم المغناطيسي الشعبي...
باسم الحشود... نغير قوانين اللعبة الديمقراطية....
باسم الشارع نغتال الديمقراطية....
ما من ديمقراطي سيصفق لسعيد قيس...
لست إسلاميا...
أنا ديمقراطي حداثي...
أرفض ديكتاتورية الشارع....
أرفض مشروعية الحشود...
أرفض إجهاض المسلسل الديمقراطي بخطاب شعبوي يدغدغ العواطف هو نفسه لا يقل خطرا عن الخطاب الديني في السياسة...
الديمقراطية لا تعني إطلاق الرصاصة في ظهر الخصوم...
الديمقراطية لا تعني الاستقواء بالجيش والأمن لإعادة اللعبة ...
الديمقراطية.... هي الذهاب لانتخابات مبكرة...
هي معرفة دقيقة لما يريده الشعب... لا المتظاهرون فقط....
هي الاستفتاء...
هي برلمان ... وحكومة.... ورئيس دولة... وقضاء مستقل... وجيش في الثكنات... أو على الحدود يحمي الوطن..
لست متفقا مع الغنوشي... لكن هذا لا يكفي لإنزاله من كرسي السلطة التشريعية....
بجرة قلم من رئيس الدولة.... لا يمكن صناعة ديمقراطية زمخشرية.. على مقاس عقل سياسي مازال يحن للسلطة الخفية...
هذا انقلاب ناعم... دبر ليلا غدرا... ببزات ثقيلة الأكتاف... وأحقاد مجانية...
 
خالد أخازي، روائي وإعلامي.