السبت 4 مايو 2024
مجتمع

أيتوسى تنفي أي علاقة للقطريين بتحركاتها الأخيرة، وتطالب بعدم التدخل في شؤونها

أيتوسى تنفي أي علاقة للقطريين بتحركاتها الأخيرة، وتطالب بعدم التدخل في شؤونها

على الطريق غير المعبدة نحو جماعة البيرات بإقليم أسا الزاك، توقفت سيارتان من نوع رباعية الدفع، تحمل عددا من المنتمين لقبيلة أيتوسى، ووضعوا علامات لتحديد حدودهم الترابية.. كان ذلك يوم أمس الأحد 20 أكتوبر 2017، وقضوا ليلتهم هناك بأحد الأودية.. إلى هنا الأمور تسير بشكل عادي، وهو ما سبق لـ "أنفاس بريس"، أن نشرته تحت عنوان: "أيتوسى، تندد بـ "الاجتياح" القَطري لأراضيها في أسا"..

لكن أحد أعيان القبيلة بأسا، أكد في لقاء مع "أنفاس بريس"، أن الأمر لا يتعلق بأي اجتياح قطري للمنطقة، وإنما هو استثمار قطري في الإقليم بدءا من جماعتي المحبس والزاك إلى جماعة البيرات، من خلال إنشاء فضاءات لتحسين المراعي، حيث تم عقد شراكات مع الجهات المعنية، وزارات مختصة، وجماعات ترابية، وهي الشراكات التي ستسفر عن تثمين منتجات المنطقة الطبيعية وجعلها قبلة جذب سياحي واستثماري عبر إنشاء مطار وتقوية البنيات التحتية والمساهمة في تحسين خدمات اجتماعية للساكنة سواء المستقرة أو الرحل، كما ضمنت هذه الاستثمارات القطرية مدخولا ماليا لحوالي 160 مواطنا من الإقليم عبر تشغيلهم في الحراسة والبناء..

ونفى المصدر نفسه أن تحرم هذه الاستثمارات كسابة ورعاة الإقليم من حقهم في الرعي وجني ثمار الطلح والترفاس، مادام أن خطة تحسين المراعي، كما يقول سالم الشرگاوي، رئيس تعاونية لتحسين المراعي بجماعة البيرات، ذات مردودية إنتاجية كبيرة على الفلاحين والكسابة، ستمكنهم من ضمان موسم فلاحي مهم، وستعطي هذه التجربة في تحسين المراعي نتائجها المرجوة، عبر تقسيم هذه المراعي الى ثلاثة أشطر، يغلق فيه شطران ويفتح فيه شطر آخر للرعي وجني الثمار، مما يجعل المحافظة على الغطاء النباتي مهما للموسم المقبل، ويخفف الضغط على المراعي. وقامت "أنفاس بريس" بزيارة للمحمية الرعوية بوتزكارت، بمنطقة "الرگ الأبيض" البعيدة عن مدينة أسا بحوالي 150 كيلومترا عبر طريق غير معبدة، كانت إلى أمس قريب مزروعة بالألغام من قبل البوليساريو خلال الحرب..

من جهته عبر عالي كدوار، من أعيان أيتوسى بأسا، أن هناك "أشخاصا يدعون تمثيلية القبيلة ويتحركون باسمها، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، ويتوخون زرع الشقاق وسط القبيلة. وقال كدوار في لقاء مع "أنفاس بريس"، إن جمع 10 أو 20 شخصا أو أكثر لا يخول لهم الحديث باسم قبيلة أيتوسى، مؤكدا أن هناك مساعي حميدة من أجل عدم الوقوع في أي استفزاز أو رد فعل غير محسوب النتائج على القبيلة..

وحول تكرار النزاع حول الأرض أو ما يسمى "التراب"، أكد كدوار أن "التراب، تراب مولانا"، ولا يمكن الاستمرار في إثارة مثل هذه القضايا لانعكاسها على الاستقرار بالمنطقة، مشددا على أهمية دخول حكماء القبيلة على الخط، وعدم ترك الحبل على الغارب، وعدم السماح بضرب طرف معين في القبيلة، ووضع حد للمغالطات التي يتم الترويج لها سواء عن قصد أو بدونه، من قبيل أن إدارة المياه والغابات ستصادر أراضي ايتوسى، لإنشاء منتزه واد درعة وركزيز لحماية وتربية وحيش القنص، وهو من قبيل التضليل، مما يساهم في تأزيم الوضع..

وحسب مصادر خاصة، فإن ما يعرفه إقليم أسا الزاك، سواء من حيث تعثر إنجاز مشاريعه التنموية، في جزء كبير منه، هو انعكاس لما يعرفه المجلس الجهوي لگليميم واد نُون من "بلوكاج" بين الرئاسة ممثلة في عبد الرحيم بوعيدا (ايت الحسن، الأحرار)، والمعارضة ممثلة في عبد الوهاب بلفقيه (أيت باعمران، الاتحاد الاشتراكي)، جعل من المجلس الإقليمي لأسا يضع برامج تنموية ذات بعد اجتماعي بعيدا عن هذا البلوكاج، كما انعكس هذا الأمر على "تراب ايتوسى"، تتداخل فيه أطراف من القبيلة محسوبة على هذا الاتجاه او ذاك..