الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد الهراس: حزب منيب من الحلقية إلى Porte à porte

محمد الهراس: حزب منيب من الحلقية إلى Porte à porte

تعرف مقرات الحزب الاشتراكي الموحد اليوم حركية كبيرة ودينامية فعالة، وذلك بانخراط عدد كبير من الشباب والشابات الحالمين والحالمات بمغرب جديد تسود فيه الديمقراطية، الحرية، المساواة وتكافؤ الفرص.

مغرب يفتخر بشبابه وشاباته ويعترف بقدراتهم وقدراتهن الإبداعية والقيادية الواعية والمسؤولة.

فالاشتراكي الموحد اليوم وبعد تشريعيات7 أكتوبر يعرف مرحلة انتقالية وجب علينا تقبلها والاعتراف بها، سواء من حيث البنية الديمغرافية للحزب (هرم الأعمار) أو من حيث «النموذج الفكري والاجتماعي» الذي رأى نفسه في هذا الحزب وأقبل بشجاعة على طلب الإنخراط فيه.

فعلى مستوى قواعد وفروع الحزب شكل قرار مشاركة هذا الأخير في انتخابات 7 أكتوبر فرصة ذهبية للإشعاع والتعريف بمشروع الحزب، بأفكاره وبرنامجه، وهاهو اليوم يجني ثمار هذا القرار الشجاع بضمه مركزا وقواعدا خيرة شباب هذا الوطن.

شباب شاب تفكيرا وعمرا أغلبهم يؤمن بالعمل العلمي الجاد المنهجي والمنظم.

إذ نتحدث هنا عن متوسط أعمار بين العشرين والثلاثين سنة. الشيء الذي يجعلنا في اطمئنان تام على مستقبل الحزب السياسي وكذا التنظيمي لما تعرفه هاته  الفئة من قدرة على بذل الجهد والعطاء وتضمن للحزب استمرارية تشبيب  فكره وبرامجه.

أما فيما يخص ما سميته سلفا بالنموذج الفكري والاجتماعي الملتحق بالحزب، سأتحدث هنا عن الدافع الأساسي الذي دفع هؤلاء الشباب لاختيار الاشتراكي الموحد عن غيره..

فبعد تأمل بسيط يتضح لك جليا أن جل هؤلاء لم يلتحقو بعد إثارة كلمة الاشتراكية العلمية الموجودة في ديباجة القانون الأساسي لهم! ولم يلتحقو كذلك بعد قرائتهم لصفحات (ما العمل؟) ولم تثرهم يوما كتبا حمراء ولا مداخلات بحلقيات الجامعة أو أصوات تصرخ بين جدران مقرات الحزب ...!

بل، أثارتهم جولات الأمينة العامة بالمؤسسات والجامعات العمومية منها والخاصة، أثارتهم جولات بلافريج ورفاقه على الدراجات بشوارع أكدال، أثارتهم الحملات الفيسبوكية الشعبية للدفاع عن قضية التعليم، أثارهم الخطاب الجديد والطرق التواصلية العصرية والعلمية الذي تبناها كل من بلافريج والشناوي في خطابهم مع المواطنين..

أثارهم الخط الجديد في التعامل مع العمل السياسي لغة وممارسة.

فنحن اليوم أمام نموذج  جديد من الشباب.. شباب يهوى الموسيقى والفنون، شباب يدرس اللغات ويجعلها بوابة للتواصل مع العالم، شباب له اهتمامات مختلفة يجد نفسه في قطاعات مختلفة كل حسب تخصصه محامون . أطباء. اطر بنكية. صيادلة.. مهندسون.. تجعله في غنا عن الصراعات الهامشية أو التكثلات العقيمة التي تكبح سير عمله..

فإن كنا نتحدث في الماضي عن الأغاني الملتزمة لمارسيل خليفة وقصائد أحمد مطر.. فاليوم نتحدث  عن موسيقى بنغمات أخرى وشعارات بلغات أخرى تصل العالم بوسائل أسرع..

انتقلنا من زمن الحلقية إلى زمن porte a porte

انتقلنا من زمن الجرائد إلى زمن الفيسبوك

انتقانا من زمن الكلام الكثير إلى زمن الماركوتينغ السياسي 

انتقلنا من زمن الانغلاق والتشبث بالأعراف إلى زمن الحرية والانفتاح على الآخر..

نتحدث هنا عن جيل جديد من الثوار..

ثوار على مخلفات ماض أصبحت تعيقنا وتفرقتا أكثر مما تجمعنا..

نتحدث عن جيل سيستمد شرعيته من العمل الميداني العلمي الذي يقوم وسيقوم به، لا من صور ابيه البالية المعلقة بجدران المقر، ولا باسم خاله الذي يكاد يكمل العشرين  سنة وهو يحجز كرسيا ثابتا  بالمجلس الوطني او المكتب السياسي للحزب..

فما علينا إلى أن نعي بحتمية هذا التحول لتحويله إلى طاقة ضاربة وقوة صلبة للسير بالحزب في الإتجاه الصحيح وتحقيق أهدافه الاستراتيجية مع و بهذا الجيل الجديد من الثوار..