الخميس 18 إبريل 2024
رياضة

المدرعي : رياضة الصيد مدرسة للتربية البيئية والمحافظة على الثروة السمكية والمجال البحري.

المدرعي : رياضة الصيد مدرسة للتربية البيئية والمحافظة على الثروة السمكية والمجال البحري.

" الرايس " لقب استثنائي في عالم البحر، مثله مثل نياشين ترصع صدر مقاوم وطني، " الرايس " لقب  يوازي الظفر بميدالية ذهبية واعتلاء منصة التتويج في معترك الأبطال الكبار، ليس من السهل أن يناديك الجميع ب " الرايس " إلا إذا خبروا حجم شخصيتك معرفيا وثقافيا وبيئيا على مستوى المجال البحري ومحيطه، هنا الحديث عن رجل عشق أسرار البحر ومكنوناته الطبيعية، إنه الرايس الدكتور كمال المدرعي  المسؤول عن قطاع البيئة بمدينة أسفي واليوسفية، الخبير بثقافة ولغة البحر وأسراره، والعارف بتقلباته وغضبه وهدوءه، أجرى معه موقع " أنفاس بريس " هذا الحوار على هامش ظفره بلقب بطل وطني في رياضة الصيد بالقصبة.

++من هي الجهة المحتضنة والمشرفة على الدوري الوطني لرياضة الصيد ؟

ـ هذه المبادرة احتضنتها مجموعة من النوادي والجمعيات التي تشتغل على محور الصيد الرياضي بالمغرب، و المؤطرة من طرف شركات مختصة تنتج وتسوق وسائل وآليات الصيد بالقصبة، نحن في البداية وما زلنا نطمح لتأسيس نوادي أخرى لتعميم التجربة الرياضية الممتعة، والتي تهدف إلى التحسيس بالمحافظة على الثروة السمكية والمجال البحري. وليس هناك أي تدخل لوزارة الشبيبة والرياضة لأن الصيد الرياضي مازال مجالا جنينيا ونتمنى أن يتطور ويتقدم ويحتضن من طرف الجهات المعنية.

++ كيف قررت المشاركة في منافسات الجولة الثانية للدوري الوطني لرياضة الصيد.؟

ـمسابقة الجولة الثانية للدوري الوطني للصيد الرياضي شارك فيها 35 صياد، محترفون وهواة من مختلف مناطق المغرب، وللتذكيرفالدورة الأولى أجريت في منطقة الصخيرات، والدورة الثانية أقيمت بمنطقة سيدي وساي بين مدينة تزنيت وأكادير، لقد مثلت مدينة أسفي من طرف أربع صيادين، من بينهم عبد ربه الدكتور كمال المدرعي، المسؤول بقطاع البيئة في مدينتي أسفي واليوسفية، فمشاركتي تمت أساسا لتأطير هؤلاء الصيادين ولم أكن أنوي المشاركة في الدوري الثاني لأنني لم اشارك في الدوري الأول، كنت مشرفا على تقديم بعض العروض والمداخلات على مستوى ثقافة المجال البحري، وكيف هو السبيل للمحافظة عليه، وما هي قوانينه، وكيف يمكن للصياد الرياضي أن يحافظ على الثروة السمكية والمجال البحري،يعني كان دوري تحسيسيا وتوعويا فقط، لكنني اغتنمت الفرصة ودخلت غمار المنافسة مع زملائي في آخر لحظة.

ـ ما هي قوانين المسابقة في مجال رياضة الصيد بالقصبة ؟

 الصيد الرياضي هو صيد رحيم بعيدا عن إبادة الأسماك، بمعنى أننا نمارس هواية الصيد ونحافظ على المخزون السمكي والثروة البحرية. ويعتمد على تنقيط الصياد/ المتنافس وفق عدد الأسماك وطولها، و يشترط على المشارك صيد السمك وأخذ المقاييس وإعادته للماء حي يرزق، جميع أنواع الأسماك التي يتم صيدها أثناء المنافسات يجب إعادتها للبحر بعد أخذ مقياس الطول، وتتم عملية تصوير كل مراحل الصيد وإعادة الأسماك للماء حية. وإذا قدر الله وماتت السمكة فلن تحسب في التنقيط.

ـ هل اخترتم المصيد أم كان عشوائيا ؟        

 تم تحديد منطقة الصيدمسبقا بعد دراسة مجالها البيئي والبحري بتنسيق مع السلطات المختصة،وامتدت هذه المنطقة من مصب واد ماسة إلى سيدي بولفضايل ما بين 8 إلى 10 كلم ، ويمكن للمتباري أن يختار المكان المناسب للصيد داخل المجال المحدد مسبقا الذي يتوفر طبعا على مجال صخري ورملي حسب مزاج الصياد واختياره.

ـ هل تستعملون الطعم العادي في الصيد ؟

في رياضة الصيد لا نستعمل الطعم المتداول بين الصيادين( كالسردين والدودة وبوزروك ..)نستعمل طعم اصطناعي خاص، وهومتداول بين ممارسي الصيد العصري، نمارس الصيد بوسائل وآليات على شكل أسماك وكائنات بحرية اصطناعية ( بلاستيك )، وعلى هذا الأساس نطرح سؤال التباري. كيف يمكن أن تخدع السمكة لتتناول الطعم الاصطناعي، رغم أنها كائن حي ؟.

ـ كم استغرقت مدة المنافسات من الوقت ؟

دامت مدة التباري ما يقارب 14 ساعة، من الساعة 5 والنصف صباحا إلى 7 والنصف مساء، تصور معي كيف يمكن أن يتفاعل ذهن وجسم الصياد مع هذه المدة وهو يبحث ذهابا وإيابا سيرا على الأقدام وسط الصخور والرمال والمياه عن مصيد يوفر له فرصة لاصطياد السمك، بمعنى أن ممارس رياضة الصيد بالقصبة، لا بد له من التركيز و القدرة الجسمانية على التحمل والصبر في تعامله مع عالم البحر.

ـ كيف حصلتم على المرتبة الأولى ؟

فزتبالمرتبة الأولى في الدوري الثاني الذي أقيم بسيدي وساي بالجنوب المغربي، بعدما حصلت على عدد النقط الذي أهلني لأتوج بطلا للمغرب رغم أنني لم أشارك في الدورة الأولى بالصخيرات الذي تنضاف نقطه للدوري الثاني، وللإشارة فقد اصطدت ما مجموعه 26 سمكة، ( رقم قياسي )، والفائز بالمرتبة الثانية اصطاد سمكة واحدة، وكان فارق النقط كبير جدا، أي 3000 نقطة بيني وبين المرتبة الثانية، لذلك تم تتويجي بطلا للمغرب.

ـ أين سيقام الدوري المقبل وهل تفكرون في توسيع قاعدة الأندية بالمغرب؟

بصفتي بطل المغرب في رياضة الصيد بالقصبة " الصيد الرحيم " اقترحنا على أصدقائنا الصيادين بالأندية والجمعيات ذات الأهداف المشتركة، أن نهيئ في السنة المقبلة تنظيم  الدوري المقبل بمدينة أسفي بالمجال البحري المتواجد بمنطقة الصويرية، بالتنسيق طبعا مع كل المتدخلين، وسنعمل على استقطاب الشباب العاشق للصيد بالقصبة لنؤطرهم حول عملية الصيد الرحم دون إبادة الأسماك وإعادتها للماء، فضلا عن تحفيز النساء للانخراط في هذه الرياضة، خصوصا أن العنصر النسوي له قدرة فائقة على التعامل مع قصبة الصيد، وهناك نساء قادرات على خلق المفاجأة في هذه الرياضة التي  اعتبرها مدرسة حقيقية لتعليم أسس التربية البيئية والمحافظة على الثروة السمكية والمجال البحري.