السبت 4 مايو 2024
مجتمع

الحسن الكامح: تعليمنا كلما ارتدى لباسا جديدا تهب الرياح لتعريه

الحسن الكامح: تعليمنا كلما ارتدى لباسا جديدا تهب الرياح لتعريه

عند كل دخول مدرسي جديد يفتح باب الأسئلة وباب الانتظارات، وماذا هيأت الوزارة الوصية على قطاع التعليم لهذا الدخول الجديد، حتى تمسح على الأقل الأخطاء والكوارث التي عرفها الموسم الدراسي السابق.. وهي كثيرة لا تحصى ولا تعد.. موقع "أنفاس بريس" يفتح المجال لمختصين للتعليق على الدخول المدرسي الجديد.. اليوم نقدم وجهة نظر الفاعل الثقافي الحسن الكامح:

"أكلما أقبل شتنبر من كل سنةِ، نفتح ملفا شائكا الدخول المدرسي أو التعليم المدرسي في وطننا..؟؟، قيل ما قيل فيه، ولم تقدر أية حكومة مرت مع مرور السنوات من حل مشاكله المتعلقة بتراجع الجودة وقلة الإمكانيات والمناهج المستعملة، وإيجاد مشروع متكامل ليخرج تعليمنا من غياهب التخلف والضياع، فالإحصائيات مهولة بالمقارنة مع دول حديثة العهد.

تعليم كلما يرتدي لباسا جديدا سرعان ما تهب الرياح فتجرده من مكتسباته فيصير عاريا.... تعليم كلما تمر السنوات نكتشف أن الدول تمشي إلى الأمام ونحن في كراسينا لا زلنا ننقاس المناهج المستعملة، وما سبب الخصاص المهول في البنيات، بدل البحث عن مشروع يخرجنا من هذا اليأس الذي يحيط بنا، فبكل صراحة كل الذين تناوبوا على كراسي التعليم يقومون بعملية الترقيع كما نرقع طرقاتنا وشوارعنا وأرصفتنا. لا رؤية واضحة... ولا استمرارية في التصورات ولا تكامل في المسؤوليات.

قالوا التعليم من قبل مفرنس عربوه، ولا نتائج.... واتضح لنا أننا تخلفنا أكثر فأكثر لم يعد تعليمنا يتماشى مع تعليم الدول الأخرى. فقالوا نفرنسه مع الحفاظ على تعريبه... واتضح لنا أننا في واد والجودة في واد آخر، بنيت المدارس الابتدائية والثانوية والمعاهد والجامعات، وامتلأت عن آخرها بل اكتظت بالتلاميذ والطلبة، حتى صار الدخول للمعاهد العليا يتطلب معدلا خياليا لولوجها فاكتظت الجامعات عن آخرها بطلبة لم يحصلوا على معدل عال في الباكالوريا بنفسية ضعيفة، في الوقت معدل النجاح في الابتدائي ضعيف جدا (العتبة) لاحترام نسبة النجاح التي تفوق أكثر من تسعين في المائة، أية معادلة هذه...؟؟ 

اكتسح التعليم الخاص التعليم العام بدون شروط ولا رؤية واضحة المهم أن تتخلص الدولة من عبء التعليم المجاني، فالكل يشتكي: الأطر التعليمية تشتكي من الاكتظاظ، الآباء يشتكون من الميزانية التي يخصصونها لتعليم أبنائهم... التلاميذ والطلبة يشتكون من قلة الجودة، والمسؤولون يشتكون من النتائج الغير المرضية.

والسؤال المطروح إلى أين نذهب بهذا التعليم الأعرج...؟؟ وما السبيل لإخراجه من أزمته.

رحم الله أبي إذ قال لي يوما: الشجرة التي تنبت بدون رعاية خاصة تنبت (عوجاء) مائلة، ستبقى طول حياتها على حالها ما تزداد ميولا، فالأفضل أن تقطعها من جذورها وتغرس شجرة أخرى جنبها".