منذ يوم الثلاثاء، وأنا أقتطع 45 دقيقة من وقتي من العمل، للتوجه إلى أقرب مركز بريدي من مقر الجريدة حيث أشتغل، بشارع ابن تاشفين بالدار البيضاء، لغاية بسيطة تتمثل في إرسال رسائل عبر خدمة "أمانة". وكل يوم أواجه بنفس الجواب، ليس هناك مطبوع. اليوم الجمعة، توجهت بعد زيارة المركزين البريديين بشارع ابن تاشفين مرة أخرى، إلى المركز البريدي الرئيسي بلفدير، وكان الجواب هو نفسه، ليس هناك مطبوع. ما الحل إذن سألتهم، فكان الجواب الغريب بالنسبة لي : "سير جيب مطبوع ونرسلوهم ليك". هل هذا دوري كمواطن وكزبون؟.

قررت أن أساير تفاهة الأمر إلى آخرها، فسألت أين يمكن أن أجد المطبوع، فقيل لي عليك الذهاب إلى مركز شارع الجيش الملكي (هذا سيتطلب مني 30 دقيقة بسبب الأشغال في ذلك الشارع). فضلت الطاكسي، وصلت، وعند الباب بادرني شاب، بالسؤال "بغيتي أمانة؟"، استغربت وقلت له نعم. قال لي راه قليل عندهم المطبوع، ها هو غير ب 5 دراهم، عاون بيها خوك. وراه نعمر ليك إيلا بغيثي.
أترك لكم تخيل ما أصبحت فيه. شكرته واعتذرت منه، بأنني لن أبعث شيئا.
عدت أدراجي، ورميت الرسائل في مكتبي، حتى أجد رقاصا يحملها إلى الجهة التي تعنيني بشمال المغرب. حينها ستصل ب "أمانة" أكبر وأسلم. إذ الظاهر أن أسلوب "رقاص" القرن 19 أفضل بكثير من "أمانة" مغرب القرن 21.
جديا، من يصر على الإساءة إلينا إلى هذه الدرجة بالمغرب؟.
شئ ما يحدث غير طبيعي.