الأربعاء 27 نوفمبر 2024
جالية

في رسالة إلى الوزير بوريطة: لا تجعلوا من مغاربة العالم مجرد أرقام لعملة صعبة

في رسالة إلى الوزير بوريطة: لا تجعلوا من مغاربة العالم مجرد أرقام لعملة صعبة الوزير ناصر بوريطة (يسارا) والممثل وحيد السنوجي

وجه وحيد السنوجي، ممثل ومخرج مغربي مقيم بهولندا، رسالة إلى وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، بخصوص القرار الخاص بإغلاق الحدود البرية والجوية على المواطنين المغاربة المقيمين بمجموعة من الدول من بينها هولندا وتركيا وسويسرا وألمانيا، معتبرا إياه "قرارا مفاجئا لدواعي وظروف غير مفهومة"؛ مشيرا إلى أنه في زمن انتشار هذا الوباء، أصبح مغاربة العالم يعيشون داخل سجن بسماء مفتوحة، بعدما جردنا من احتياجاتنا كبشر، وأن المتنفس الوحيد لهم هو زيارة عائلاتهم بالمغرب والاطمئنان على سلامتهم"...

وتعميما للفائدة "أنفاس بريس" تنشر نص الرسالة كاملا:

 

"وبعد..

سيدي المحترم،

لقد تفاجأنا ليلة البارحة 23-02-2021 على الساعة 00:01 كجالية مغربية مقيمة بهولندا بقرار وزارتكم بإغلاق الحدود البرية والجوية على المواطنين المغاربة المقيمين بمجموعة من الدول من بينها هولندا وتركيا وسويسرا وألمانيا وذلك لدواعي وظروف ليست مفهومة لنا.

 

سيدي المحترم،

كيف لكم أن تأخذوا قرار كهذا، وأن يتم تطبيقه في نفس الوقت دون مناقشته عبر القنوات التلفزية الرسمية، كي نعرف كجالية مغربية أسباب وظروف هذا القرار المفاجئ، كما تفعل مجموعة من الدول التي تحترم مواطنيها.

 

سيدي المحترم،

إذا كان قراركم هذا مبنيا على كون عدد الإصابات بفيروس كورونا مرتفع جدا بهولندا، فسأكد لسيادتكم أن هولندا كدولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان كما تحترم مواطنيها وتعمل جاهدة على أمن وسلامتهم الصحية، قد اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار هذا الفيروس بإغلاق المدارس والجامعات والمعاهد الدراسية وجميع المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم ودور السينما والمسارح والفنادق والمتاحف والملاهي والمسابح وكل المرافق الحيوية، ونسبة 90 في المئة من الأشخاص الذين يشتغلون في القطاع الإداري يشتغلون من منازلهم عبر الحاسوب والهاتف، بالإضافة إلى أنه لا يسمح لأي شخص باستضافة أكثر من شخص واحد في منزله، كما أن هناك حجر صحي من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة السادسة صباحا؛ كما تم تعويض جميع المواطنين  ماديا، وبدون استثناء، جراء تضررهم من انتشار هذا الوباء.

 

سيدي المحترم،

في هولندا إن كنت تحس بأعراض لها علاقة بالفيروس، فما عليك سوى الاتصال بالرقم المجاني، لتتم معاينتك على وجه السرعة ومعرفة إن كنت قد أصبت بالفيروس أم لا. كما أن هناك متابعة دقيقة ومستمرة لكل الأشخاص الحاملين للفيروس، كما أن المواطن الهولندي إذا كان مصابا فإنه يعي جيدا خطورة هذا الفيروس ويلزم بيته حتى يتجاوز مرحلة الخطر على صحته وعلى الأخرين.. أما بالنسبة إلى عدد الإصابات، فإن هناك شفافية دقيقة، لأن الدولة الهولندية تقوم بدورها على أحسن ما يرام، وشغلها الشاغل حماية وأمن مواطنيها، وليس اتخاذ قرارات عبثية في دقيقة وتطبيقها في الدقيقة التالية...

 

سيدى المحترم،

ما هي الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة المغربية للحد من هذا الفيروس؟ حبذا لو خاطبتمونا عن إنجازاتكم عن أمن وسلامة المواطن المغربي للحد من هذا الوباء؟ هل الدولة المغربية في استطاعتها أن تعطينا أرقاما دقيقة وشفافة عن عدد الإصابات؟

 

سيدي المحترم،

في بداية انتشار الفيروس قامت الدولة المغربية بإغلاق حدودها على مجموعة من الدول، وهو ما اعتبرته أنا شخصيا قرارا حكيما، ولكن أن يشمل هذا المنع حتى المواطنين المغاربة الذين كانوا في سياحة أو زيارة لعائلاتهم في أوروبا ولم يسمح لهم بالعودة إلى وطنهم، فهذا أكد لنا كم هو رخيص المواطن المغربي، مع العلم أن مجموعة من الدول أرسلت طائرات خاصة إلى المغرب لنقل مواطنيها الذين هم أصلا مغاربة حاملين لجنسياتها...

 

سيدي المحترم،

بدل أن يكون شغلكم الشاغل هو فتح قنصليات داخل صحرائنا المغربية، والذي يعتبر إنجازا تاريخيا في مساركم الدبلوماسي، فحبذا لو أعطيتم قليلا من أولوياتكم إلى الجالية المغربية، لكن بإقصائكم هذا فإنكم تبترون أحد أعضاء مكونات الجسم الوطني المغربي.

 

سيدي المحترم،

العالم بأسره يعاني من دمار نفسي بعدا انتشار هذا الوباء، لقد أصبحنا نعيش داخل سجن بسماء مفتوحة، بعدما جردنا من احتياجاتنا كبشر، ونحن كجالية مغربية كان متنفسنا الوحيد هو زيارة عائلاتنا بالمغرب والاطمئنان على سلامتهم مع التزامنا بفحص PCR قبل دخولنا للتراب الوطني.

 

سيدي المحترم،

إذا كان قراركم هذا مبنيا على مشاكل سياسية أو ديبلوماسية مع هذه الدول ولا علاقة له بالجانب الوقائي للحد من هذا الوباء، فإنكم تؤكدون لنا مرة أخرى أن الجالية المغربية مجرد أرقام لعملة صعبة تنعشون بها خزانتكم المالية.

 

ولك مني كل الاحترام والتقدير

وحيد السنوجي، ممثل ومخرج مغربي مقيم بهولندا".