
يتذكر الدكتور مصطفى كرين، بحنين وطني فترة الخدمة العسكرية التي قضاها كطبيب بالصحراء المغربية في صفوف القوات المسلحة الملكية، مؤكدا أنه تعلم معنى التواجد بالصف الأمامي للدفاع عن الوطن. وأكد الدكتور غرين في حوار مع "أنفاس بريس" أن لا شيء يوجد اسمه البوليساريو في قضية الصحراء المغربية.
- ماذا تختزن ذاكرتك كطبيب قضى فترة الخدمة العسكرية بالصحراء المغربية؟
في عام 1992 طلبت كطبيب قضاء فترة الخدمة العسكرية بالصحراء المغربية وبالضبط بمنطقة أوسرد تشلا. تعتبر من الفترات التي تركت أثرا واضحا على نفسيتي و ذهنيتي وشخصيتي.هي فترة أعطتني الفرصة لكي أعرف المعنى الحقيقي لأن تكون في الجبهة الأمامية للدفاع عن الوطن ودافعا بعيدا عن الكلام و المزايدات..
كنا كأطباء نؤطر الجانب الصحي للقوات المسلحة الملكية، وكنا نعيش معهم المرحلة بكل ما تحمله من معاني الصبر و الجلد والصمود والإخلاص.
تلك الفترة هي مدرستي الأولى في الحياة. لذا كنت دائما أطالب بإعادة الخدمة العسكرية لأن ما يتعلمه الإنسان في هذه الفترة لا يمكن أن يتعلمه في أي مكان آخر لأنها تعلم المسؤولية الحقيقية وتبسط فهم أن تكون مسؤولا عن بيت تحرسه من أي سوء..
إنها فترة مليئة بالأحداث والذكريات ومازلت أحتفظ بعلاقات متميزة جدا مع الكثير من الضباط الذين أجدد التنويه بشجاعتهم التي لا توصف بل تعاش بالقرب منهم على الخط الأمامي.
- على هامش حدث الكركرات،كيف تقرأ تهديد البوليساريو للعودة إلى حمل السلاح؟
المغرب وفي إطار تدبير ملف الصحراء المغربية، يتحلى بالتفكير الاستراتيجي.يثبت مرحلة للمرور إلى مرحلة أخرى.
المغرب يتصرف بحكمة ورصانة وبمفهوم استراتيحي وليس بمفهوم التكتيك.
أما صنيعة الجزائر؛البوليساريو فإنها تلعب لعب الأطفال ببعض المناوشات هنا وهناك ومن حين لآخر. وما لا يريد أن يفهمه حكام الجزائر هو أن المغرب لايفصل قضية الصحراء عن بناء البلد بشكل عام. الصحراء المغربية ليست منفصلة عن التنمية الشاملة للمغرب وليست ملفا معزولا،بل إنه جزء أساسي من تدبير الدولة المغربية للسياسة المغربية بشكل عام.
أشير إلى أن الصين انتبهت وخرجت من التدبير الأيديولوجي لسياستها الخارحية وحققت نجاحات كبير جدا. وروسيا أيضا نفس الأمر خرجت من براثن الشيوعية و حتى كوبا وغيرها..لكن
الجزائر ظلت غارقة وسط الوحل لأنها لا تملك الإمكانيات لا الفكرية ولا التنظيمية و لا المؤسساتية ولا حتى التاريخية..فالجزائر دولة بدون عمق تاريخي لأنها فقط دولة مستحدثة ترمي مشاكلها على الآخرين خاصة المغرب.
المغرب كان امبراطورية ولازال بنفسه الروحي و السياسي وقدره هو التعامل مع شرذمة لا تعرف حتى ما تريد.
وأعتقد أن مشكلة الصحراء انتهت ولكنهم لا يريدون أن يفهموا هذا.فالعالم تعب من المشاكل المختلقة ويريد أن يصل إلى أشياء أخرى.
- أي دور تراه للمزيد من التعبئة الوطنية للدفاع عن الوحدة الترابية؟
المغاربة كلهم ملتزمون بالدفاع عن وحدتهم الترابية و بالانخراط للدفاع عن حوزة الوطن.كلهم مستعدون لذلك. لكن يجب المزيد من التعبئة و استنهاض الروح الوطنية.
المغرب وبعد الخطاب الملكي الأخير سيدخل مرحلة جديدة داخل الصحراء المغربية من خلال الاستثمارات و البنيات. إنها
مرحلة طويلة وليست ظرفية تتطلب التعبئة على المدى الطويل. وأعتقد أنها فترة من أهم فترات الدولة المغربية لأننا سندخل مرحلة جديدة شعارها التوحيد التام و النهائي للوحدة الترابية.
إن المشكل الحقيقي مع الجزائر لأنه لايوجد شيء اسمه البوليساريو. والجزائر لا تملك الشجاعة ولا النزاهة السياسية لكي تعلن عن موقفها بوضوح.
وإذا اختارت أن تجر المنطقة في مواجهة مباشرة، فعليها أن تتحمل مسؤوليتها أمام المنتظم الدولي وأمام التاريخ وأمام شعبها وأن تفتح مع المغرب جميع الملفات العالقة من زمان.