ما أن أثار وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، في مداخلته أمام مجلس المستشارين، يوم الثلاثاء 9 يونيو 2020، موضوع ترحيل المغاربة العالقين في إسبانيا خلال 48 ساعة المقبلة، قبل الانتقال لدول أخرى، حتى تعالت أصوات غاضبة من بلدان أخرى عبر العالم، ومن بينها هولندا حيث يوجد على ترابها أزيد من 800 مغربي ومغربية عالقين لازيد من ثلاثة أشهر في ظروف قاسية بسبب انتشار وباء كورونا الذي تسبب في إغلاق الحدود بين البلدان.
وفي هذا الإطار علق جمال الدين ريان، رئيس حركة المغاربة الديمقراطيين بالخارج وأحد المغاربة المقيمين بهولندا، على تصريحات بوريطة قائلا أن:" كل ما جاء به وزير الخارجية المغربي قبيل انتهاء المرحلة الثانية لحالة الطوارئ بالمملكة، حتى الآن مجانب للصواب، في الوقت الذي مازال أزيد من 40 ألف مغربي ومغربية عبر العالم ولا أحد من المسؤولين يتواصل معهم بشكل جدي ومسؤول ".
وأوضح ريان أن موضوع ترحيل المغاربة العالقين في إسبانيا، "هو محظ افتراء، بل يتعلق الأمر فقط بترحيل عاملات مغربيات بحقول الفراولة باسبانيا والبالغ تعدادها 7000 عمالة مغربية.، وأن الترحيل الذي تحدث عنه الوزير جاء بعد ضغط قوي عليه من طرف حكومة الأندلس، وبذلك أصبحت وزارته مضطرة لإيجاد حل في أقرب الآجال".
وتسائل ريان عن عدم تسمية الأمور بمسمياتها، خاصة وان معاناة المغاربة العالقين بالمدينتين السليبتين سبتة ومليلية، مازالت أيضا متواصلة.
وتسائل ريان عن عدم تسمية الأمور بمسمياتها، خاصة وان معاناة المغاربة العالقين بالمدينتين السليبتين سبتة ومليلية، مازالت أيضا متواصلة.
وبشأن ترحيل المغاربة العالقين بالجزائر، أوضح ريان، "أن الأمر يتعلق فقط بمغاربة مقيمين بشكل قانوني بمدن جزائرية، ولا مجال للحديث عن عالقين، مقارنة بالمغاربة العالقين الذين أجبرتهم الظروف أن يكونوا متواجدين في عدة دول عبر العالم قبل إغلاق الحدود، وكل ما في الأمر أن المغرب رحل مغاربة مباشرة بعد التصريح الذي أدلى به القنصل المغربي بوهران، وما كان لهذا التصريح من تبعات دبلوماسية بين البلدين".
وإلى ذلك تساءل ريان عن تجاهل وزير الشؤون الخارجية، أمام المستشارين، الإشارة الى المغاربة العالقين في عدة دول امريكية واسيوية وفي دول أوربية أخرى خليجية، ولم يشر في تصريحه سوى الى دول مثل فرنسا وإيطاليا وتركيا ، بل تجاهل أيضا مغاربة المهجر الذي علقوا في بلدهم الأم، ولم يتمكنوا من العودة إلى أعمالهم ومنازلهم بدول المهجر، فمنهم من فقد كل شيء بسبب هذا الوضع، والحديث هنا أيضا على المغاربة بالديار الكندية، أو العالقين في المغرب، فهل من المعقول أن يكون 40 ألف مغربي عالق خارج بلده مصاب بفيروس كورونا.."
وردا على ما قدمه بوريطة من توضيحات امام مجلس المستشارين مفادها انه سيتم رفع وتيرة عودة المغاربة العالقين وان السلطات ماضية في استكمال ترحيل العالقين المغاربة، في توازن بين حقهم في العودة ومستلزمات تأمين الوضع في المغرب، أشار ريان أن " كل ما قيل عن تقديم مساعدات مالية وعلاجية للمغاربة العالقين خارج أرض الوطن مجانب للحقيقة ولا مجال لمزيد من التضليل والاستخفاف بعقول المغاربة واستحمارهم" على حد قوله.
وأوضح بوريطة، أن عملية إعادة العالقين، تضع الأشخاص في وضعية هشاشة ضمن أولوياتها، وتشمل على الخصوص أصحاب التأشيرات القصيرة للزيارة أو التطبيب وليس المقيمين، كما أنه ليس هناك سقف للترحيل، وإنما تتم ملاءمتهم مع القدرات الوطنية.
وأوضح بوريطة، أن عملية إعادة العالقين، تضع الأشخاص في وضعية هشاشة ضمن أولوياتها، وتشمل على الخصوص أصحاب التأشيرات القصيرة للزيارة أو التطبيب وليس المقيمين، كما أنه ليس هناك سقف للترحيل، وإنما تتم ملاءمتهم مع القدرات الوطنية.