الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

ادريس السالك: التعليم عن بعد بين النظري والتطبيقي

ادريس السالك: التعليم عن بعد بين النظري والتطبيقي ادريس السالك
على إثر القرار القاضي بتوقيف الدراسة بجميع الأسلاك الدراسية، وتعويض الدروس الحضورية بالدروس عن بعد، انطلاقا من يوم الاثنين 16 مارس 2020 وإلى إشعار آخر.
عملت الوزارة منذ اليوم الأول لتوقيف الدراسة على ضمان الاستمرارية البيداغوجية من خلال البوابات الإلكترونية: (http://telmidTICE.men.gov.ma) TelmidTICE وكذا القنوات التلفازية (الثقافية والأمازيغية والرياضية والعيون...) كما وضعت برنامجا للدعم التربوي داخل جميع المؤسسات التعليمية بمجرد استئناف الدراسة.
ولقد أشادت الوزارة بمستوى انخراط الأساتذة والمفتشين والأطر الإدارية وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ وكافة الشركاء لما أبانوا عنه من روح المسؤولية من خلال الانخراط اللامشروط في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي الذي تجتازه بلادنا، من خلال الإسهام في إنتاج مواد رقمية ودروس مصورة لفائدة التلميذات والتلاميذ وتمكينهم من الاستمرار في التحصيل الدراسي. كما أصدرت الوزارة الوصية بلاغا في الموضوع ؛ووضعت رهن إشارتهم "الخدمة الإلكترونية "إنصات" من خلال الرقم الأخضر 0800001122، وكذا البريد الإلكتروني [email protected]... وأكدت فيه على أن الأمر لا يتعلق بعطلة مدرسية استثنائية وذلك لتلقي جميع الاستفسارات والاقتراحات حول سير عملية التعليم عن بعد.
المساهمة في التعليم عن بعد
ومن أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية التي ترتكز على التعليم عن بعد، حيث سيتم إرساء مداومة تربوية" ينخرط فيها جميع الأطر الإدارية والتربوية والتي تنبني على إعداد برنامج عمل يتم تصريفه يوميا بغية إنجاز العمليات التالية:
1-المساهمة في إنتاج المضامين الرقمية والدروس المصورة،
2-أخذ المبادرة من أجل اقتراح بدائل أخرى مبتكرة تضمن التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ،
3-تتبع عملية سير التعليم عن بعد والتواصل الإلكتروني مع التلاميذ كلما دعت الضرورة إلى ذلك،
4-عقد اجتماعات تربوية عن بعد من أجل التحضير لعملية "الدعم التربوي" التي سيتم إعطاء انطلاقتها مباشرة بعد استئناف الدراسة والإعداد الجيد لمختلف العمليات التربوية المبرمجة في ما تبقى من الموسم الدراسي الحالي.
وفي هذا الإطار يعهد إلى مديرات ومديري المؤسسات التعليمية ومؤسسات تكوين الأطر الاشراف على إعداد هذا البرنامج مع مراعاة الحضور المستمر للأستاذات والأساتذة وتدبير الحالات الاستثنائية بموضوعية ومسؤولية وحس تضامني وكذلك وفق ما يتطلبه تأمين الزمن الإداري والقيام بالواجب المهني،
كما يأتي هذا القرار كإجراء وقائي يسعى إلى حماية صحة التلميذات والتلاميذ والمتدربات والمتدربين والطالبات والطلبة وكذا الأطر الإدارية والتربوية العاملة بهذه المؤسسات وجميع المواطنين وإلى تجنب تفشي "فيروس كورونا" (كوفيد 19) خاصة بعد أن صنفته منظمة الصحة العالمية "جائحة عالمية".
التعليم عن بعد بالمديرية الإقليمية بإقليم خريبكة
وفي اتصال بالسيد بوعزة عاقم رئيس المصلحة التربوية بالمديرية بإقليم خريبكة أكد للنقابة الوطنية للتعليم ف د ش أن المديرية الإقليمية للوزارة الوصية انخرطت في البرنامج الوطني للتعليم عن بعد وتم تصوير الدروس على صعيد المديرية بشراكة مع مدرسة 1337 و acte-communaute في الجدع المشترك علمي بحيث أنجزتا 91 درسا بما في ذلك الوصلات الاشهارية، شارك في الإعداد 29 أستاذا و 13 مفتشا تربويا.
وبالنسبة لدائرة أبي الجعد و بشراكة مع بلدية أبي الجعد تم تصوير كل المواد الدراسية الخاصة بالإعدادي وتم التركيز على القسم الإشهادي التاسعة أساسي.
كما انخرطت المؤسسات التعليمية التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بلدية خريبكة في إعداد الدروس في جميع المواد لسلك الابتدائي والإعدادي وأعدوا منصة في الموضوع وهي Ipse
وتم بثها على مستوى القنوات التلفزية المغربية بالنسبة للجذع المشترك العلمي في جميع المواد, وباقي المواد الرقمية الأخرى تم وضعها في TelmidTICE وأصبحت الآن مجانية بدون الربط بشبكة الأنترنيت.
ومن أجل تتبع عملية التعليم عن بعد على صعيد المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، بإقليم خريبكة قامت المديرية الإقليمية بإرسال استمارات رقمية لمعرفة المعطيات وتتبع التعليم عن بعد بالنسبة لكل مؤسسة (عدد التلاميذ والوسائل المعتمدة).
هذا وأن الوسائط المعتمدة في مختلف المؤسسات التعليمية هي:
زووم ومنصة Ipse ومايكروسوفت تيمس وتسجيلات فيديو واليوتوب الفايسبوك...
وتم تكوين جميع المتدخلين في تقنية استعمال منصة مايكروسوفت من طرف التنسيقية الإقليمية لجيني génie
وهم: رؤساء المصالح والمديرون التربويون وهيئة المراقبة والتأطير والأساتذة في الجوانب التربوية والإدارية والبيداغوجية..
كما تم تفعيل عملية التأطير عن بعد بالنسبة لبحوث الطلبة المفتشين
4- تقييم فعالية وجودة التعليم عن بعد:
ومساهمة في مواجهة هذا الوضع الاستثنائي، فإن الأطر التربوية والإدارية مدعوة إلى الانخراط بشكل فعال ومكثف في جميع التدابير التي تم اتخاذها من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية عن طريق كل ما يمكن توفيره من موارد رقمية وسمعية بصرية وحقائب بيداغوجية لازمة لتوفير التعليم والتكوين عن بعد بغية تمكين المتعلمات والمتعلمين من الاستمرار في التحصيل الدراسي.
وعملت الوزارة على اطلاع أسرة التربية والتكوين والبحث العلمي وكذا المتعلمات والمتعلمين وأمهاتهم وآبائهم وكذا عموم المواطنات والمواطنين بكافة المستجدات المتعلقة بهذه الظرفية الاستثنائية عبر جميع القنوات المتوفرة لديها.
وأوضح بلاغ مشترك لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي أن شركات الاتصالات الثلاث: اتصالات المغرب Maroc Telecom وأورانج Orange وإنوي Inwi قررت وبالنسبة للشبكات الثابتة والمتنقلة، أن يصبح الولوج مجانيا بصفة مؤقتة إلى جميع المواقع والمنصات المتعلقة ب التعليم أو التكوين عن بعد الموضوعة من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي رهن إشارة التلاميذ والطلبة والمتدربين، مع الإشارة إلى أن هذه المجانية لا تشمل قناة اليوتيوب YouTube.
5-معوقات واقتراحات من أجل تحسين التعليم عن بعد
إن هناك نواقص تشوب عملية التعليم عن بعد، خاصة فيما يتعلق بعدم توفر بعض التلاميذ على الأدوات التقنية التي تخول لهم الاستفادة من هذه الدروس، وفي غياب دعم المجلس الجهوي والمجلس الإقليمي و 31 جماعة حضرية وقروية ومساهماتهم في تزويد التلاميذ بالحواسب وذلك أسوة ببعض المجالس الأخرى..
كما أن الظرفية الحالية استثنائية في جميع المجالات، ولا يمكن أن تتوفر جميع الشروط المطلوبة"، إلا أن الأطر التربوية "تبذل مجهودات جبارة، وأن أساتذة يعملون على توفير الدروس للتلاميذ في العالم القروي، وهناك تواصل واجتهادات لا بد من التنويه بها.
وهذا لا يعني أن هناك تغطية شاملة، وأن جميع التلاميذ في العالم القروي يتابعون دروسهم بوتيرة عادية من خلال التعليم عن بعد، ولكن هناك جهد مبذول من طرف الأطر التربوية تشكر عليه"، ويجب استغلال كل القنوات الممكنة لجعل التلاميذ في العالم القروي يتابعون دراستهم بشكل عاد.
إن اللحظة الراهنة ينبغي أن تليها وقفة عميقة لجرد النواقص الكثيرة التي تعتري المنظومة التربوية والتعليمية المغربية، والتي برزت بشكل أكبر خلال الظرفية الحالية
كما نثمّن المجهودات التي تبذلها الأطر التربوية من أجل ضمان استمرارية التعليم، معتبرا أنها "أبانت عن قدرتها على مواجهة الصعوبات والتحديات، رغم انعدام الإمكانيات، وعبّرت عن حس وطني عالٍ وانخراطها في عملية التعليم عن بعد بإنتاج المواد الرقمية رغم كل الإكراهات، مثل عدم توفر الأساتذة على الحواسيب، وضعف صبيب الانترنت".
أن الظرفية الراهنة "ليست مناسبة لجلد الذات، ولكن في المقابل ينبغي التفكير في ما يتعين القيام به مستقبلا، وقد تأكد لنا أن المدخل الحقيقي للنهضة والتنمية هو العلم وإعادة الاعتبار للمدرسة، خاصة العمومية، لنساء ورجال التعليم، والرفع من ميزانية البحث العلمي الذي لا تخصص له الحكومة سوى ميزانية هزيلة جدا.
 
ادريس السالك، الكاتب الاقليمي للنقابة الوطنية للتعليم فدش خريبكة