الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

عبد الصمد جاحش: صيام ست من شوال تشريع إسلامي صحيح

عبد الصمد جاحش: صيام ست من شوال تشريع إسلامي صحيح عبد الصمد جاحش يفصل في صيام الست من شوال نافيا ما يقال عن أنه بدعة

مع نهاية رمضان وإطلالة شهر شوال، يبدأ الحديث عن سنية صيام ستة أيام من شوال، وهل الرسول الكريم والصحابة من بعده صاموا هذه الأيام؟ أم أن الأمر لا يعدو سوى بدعة أحدثت ولا أصل لها في السنة النبوية الشريفة؟

 

يرى عبد الصمد جاحش، باحث في الدراسات الإسلامية، أن صيام ستة من شوال ليس بدعة ولا سنة، بمعنى أنه ليس بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من صام رمضان ثم أتبعه ستة من شوال فكأنما صام الدهر كله"؛ وحديث آخر "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال خرج كيوم ولدته أمه"، يعني من ذنوبه، والحديث صحيح.

 

وأما كونه سنة، فالأولى أنه تشريع نبوي، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحرص على صيام الست من شوال، وكذا أمهات المؤمنين أو الصحابة. لكن النبي ندب أمته إلى صيام هذه الأيام المباركة.

 

ويتساءل محاورنا قائلا: إذن كيف حصل الخلاف؟ الخلاف ورد من حيث إن مالك رضي الله عنه كره صيام الستة من شوال، كونه أدرك أن العمل بالمدينة لم يكن بها -أي صومها- كما ذكرنا من العلماء أو الناس.

 

ومالك كره صيامها سدا للذريعة، أي مخافة أن يعمد الناس في صيامها على جهة الحرص عليها، بل المثابرة حتى يصبح صيامها مع الزمن ولو البعيد كانه من تمام صوم رمضان، بمعنى أنه لا يكتمل صوم رمضان إلا بصوم الست من شوال. بل قد يقع هذا من بعض المسلمين أنه إذا لم تسعفه ظروفه كي يصوم في رمضان فيتحرج وقد يحزن حزنا على ذلك، وهذا مما لا يجوز؛ أو قد يصوم رمضان وهو مريض فيحرص على صيام الست من شوال معتقدا أنها لازمة وأنها من تمام صيام رمضان، بل قد يمرض المسلم بعد رمضان ومع ذلك يحرص على صيام الست من شوال لا يتركها. هذا وغيره من الصور التي جعلت مالك يتجه لكراهتها لكنه لم يجعلها بدعة فانتفت البدعة بذلك.

 

على أن المالكية بعد الإمام مالك لم يكرهوا صيام الست من شوال، بل ورد عنهم في كتبهم: وستة من شهر شوال كما ثلاثة من كل شهر.

 

وتوجيههم لصومها أن سند الذريعة التي اتجه إليها مالك قد حصل انتفاؤها والعلة قد ارتفعت فارتفع حكم الكراهة الذي قال به مالك، بل صام الناس شوال، معتبرين أنها من الأجر الملاحق لأجر رمضان مع التفريق بين فرض صوم رمضان وبين نافلة صوم ست من شوال.

 

ويختم الباحث عبد الصمد جاحش، رأيه في هذه النازلة، باعتبار أن صيام ست من شوال تشريع إسلامي صحيح لورود الأدلة بصحته، فتنتفي بذلك البدعة كلية عن هذه الأيام لما سبق ذكره.. والله أعلم.