الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

العرف: لابد من تدخل الدولة لحماية أملاك فلاحي سوس من اعتداءات الرحل 

العرف: لابد من تدخل الدولة لحماية أملاك فلاحي سوس من اعتداءات الرحل  محمد العرف، الكاتب العام لجمعية أيت عبد الله المتحدة بإقليم تارودانت
قال محمد العرف، كاتب عام جمعية أيت عبد الله المتحدة بإقليم تارودانت، إن قرار ساكنة منطقة سوس تنظيم مسيرتهم الرابعة ضد اعتداءات الرحل بتاريخ 8 دجنبر 2019 يأتي في سياق المشاحنات والإحتكاكات التي تشهدها المنطقة بسبب اعتداءات الرحل على الأملاك الخاصة للساكنة، محذرا من اندلاع العنف بسبب حالة الإحتقان التي تعرفها المنطقة، مقدما مثال أحداث العنف التي سجلت بعبدة بسبب هجوم ميليشيات الرحل الصحراويين عبر سيارات رباعية الدفع على فلاحي المنطقة، حيث وصلت إلى حدة الإحتكاكات إلى مستوى خطير فرض تدخل السلطات العمومية في ماي 2019، وأشار العرف أن المغرب كان يضم تاريخيا المغرب المستقر، والمغرب المتنقل، مضيفا بأن مناطق سوس كانت مناطق عبور للرحل، في احترام تام للساكنة وممتلكاتها، حيث كانوا يستغلون المراعي المخصصة لهذا الغرض، دون الإعتداء على الأملاك المعيشية لساكنة المنطقة (أشجار اللوز، أشجار الأركان، الحبوب، الخضروات..)، بينما اليوم وقع تحول تجاوز مسألة الترحال إلى إقتحام أراضي وضيعات الساكنة لإستغلالها في الرعي بالقوة، مضيفا بأن للرعي قواعد ينبغي احترامها، ولا أحد يقبل بالرعي في أملاكه الخاصة.
وقال محاورنا أن منطقة سوس تعيش على وقع شد الحبل بين الساكنة والرحل القادمين من أزيلال، تنغير، الصحراء.. فاعتراض سبيل ولو راعي واحد من قبل الساكنة، يؤدي إلى تكثل مجموعة الرحل في مواجهتهم، مشيرا بأن لا أحد سيقبل بضياع قطعان المواشي نتيجة الجفاف، لكن لابد من احترام أملاك الآخرين، خصوصا وأن الأمر يتعلق حاليا بالإعتداء على ممتلكات وأشخاص بمنطقة سوس، حيث عاشت سوس مؤخرا على وقع اعتداء بدوار إغرمان (قبيلة إيدوسكا أوفلا) بقيادة أيت عبد الله، دائرة إغرم، إقليم تارودانت ميليشا مسلحة من الرعاة على الساكنة، فلم يعد الأمر – يضيف العرف – يقتصر على النزاعات الفردية، بل تطور إلى نزاعات مسلحة، إذ تمت محاصرة الساكنة من قبل رحل قادمين على متن سيارات رباعية الدفع، مدججين بالمقالع (مفرد مقلاع)، وهو المعطى الذي دفع الساكنة إلى تنظيم وقفة احتجاجية بتاريخ 12 نونبر 2019 بمركز قيادة أيت عبد الله للتنديد بما حدث.
وذكر أن الدرك الملكي والسلطات المحلية لم يحركوا الساكن لحماية الساكنة لأسباب مجهولة، مشيرا بأن الرحل يصرحون علانية بأنهم يمتلكون النفوذ الكافي لفرض الأمر الواقع أي الرعي داخل الأملاك الخاصة للساكنة بالقوة، وهو الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة مستقبلا.
مشددا على أن حماية أملاك الساكنة بمنطقة سوس حق دستوري، يفرض على الدولة التدخل لحمايته، علما أن البنية العقارية لمنطقة سوس تتميز بانعدام أراضي الجموع وأراضي الأحباس، فهي لا تضم سوى الأملاك الخاصة للساكنة، داعيا المندوبية السامية للمياه والغابات إلى تخصيص مناطق جديدة لفائدة الرعاة الرحل، خصوصا وأنها تمتلك ملايين الهكتارات.