يرى خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الأول بوجدة، أن المحاولات المتكررة للسطو على عناصر من التراث المغربي من طرف النظام الجزائري تدخل في نسق أكبر من الصراع مع المغرب، مضيفا بأن الغاية الأساسية للجزائر هي إثارة كل النعرات والجبهات والتي يمكن خلالها الدخول في نوع من الصراع مع المغرب، وهذا الأمر يخدم أجندة واحدة وهدف أساسي مرتبط بمحاولة خلق حالة ل " عدو " الذي يمكن خلاله للنظام السياسي – العسكري الجزائري أن يجد سببا للاستمرار في الحكم، داعيا الى إحداث مراكز ثقافية مغربية بمختلف بلدان العالم من أجل التعريف بالموروث الثقافي والحضاري المغربي وحمايته من تطاول بلدان الجوار.
كيف تقرأ المحاولات المتكررة من طرف النظام الجزائري للسطو على عناصر من التراث المغربي ، وما هي أسباب ذلك في نظرك؟
أعتقد أن المحاولات المتكررة للسطو على عناصر من التراث المغربي تدخل في نسق أكبر من الصراع مع المغرب، فالغاية الأساسية للجزائر هي إثارة كل النعرات والجبهات والتي يمكن خلالها الدخول في نوع من الصراع مع المغرب، وهذا الأمر يخدم أجندة واحدة وهدف أساسي مرتبط بمحاولة خلق حالة لـ «عدو» الذي يمكن خلاله للنظام السياسي – العسكري الجزائري أن يجد سببا للاستمرار في الحكم، وهذا الأمر له جبهات كما قلت، فهناك جبهة اقتصادية من خلال قطع جميع الموارد الممكنة التي يمكن أن تشكل مداخيل إضافية للمغرب، خاصة على مستوى الطاقة بعد انتهاء اتفاق الغاز بين البلدين ومع اسبانيا، وأيضا الجوانب المرتبطة بماهو دعائي والادعاء بأن كل «الشرور» والمآسي تأتي من المغرب من خلال إحراق الغابات واستهداف بعض الشاحنات والصهاريج بالصحراء الجزائرية، وعلى المستوى السياسي من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والتهييج السياسي بكل أنواعه والذي يدخل ضمن هذا النسق، حيث تحاول الجزائر من خلاله أن توهم الرأي العام بأن هناك «عدو» متربص وهو المغرب، والذي يحتاج الى جبهة داخلية قوية، علما أنه ليس هناك شيء يمكن أن يوحد الجزائريين سوى العداوة مع المغرب، وكان هذا الأسلوب ناجحا في حرب الرمال حينما كانت تسعى منطقة القبائل للاستقلال، ودخول الجزائر في حرب مع المغرب ساعدها على الحفاظ على وحدتها السياسية في تلك المرحلة. هناك أهداف أخرى ذات طبيعة ثقافية، حيث تسعى الجزائر الى صناعة هوية جزائرية التي يمكن أن تشكل محورا لنشأة الدولة وصناعة تاريخ، وهو ما يضرب في العمق كل التوجهات التي تعتبر أن النموذج السلطوي في الجزائر لم يكن يصل ولمدة قرون الى مستوى بناء دولة..
ما هو المطلوب لحماية التراث المغربي من تطاول بلدان الجوار، وعلى رأسهم الجزائر؟
هناك جانب ذا طبيعة قانونية كما هو الحال بالنسبة لتسجيله في المنظمات الدولية المعنية بحفظ التراث كما هو الحال بالنسبة لليونسكو. كما أن هناك أدوات أخرى مرتبطة بالتاريخ والكتابة التاريخية والعلمية سواء في المجلات المحكمة أو في الكتب.. يعني توثيق هذا الموروث التاريخي ليس ضمن نسق تاريخي عام ولكن محاولة العمل على إيجاد جانب للتوثيق العلمي المدروس على المستوى الجامعي وعلى مستوى البحث العلمي، وعلى مستوى الإنتاج المعرفي لكل ما يرتبط بهذه الجوانب التي نتحدث عنها اليوم. وهذا لا شك سيحمي التراث المغربي على المستوى الزمني الممتد، فقطعة قماش بالنسبة للقفطان او قطعة فخار بالنسبة للزليج الفاسي أو التطواني أو غيره يرتبط بمنظومة حضارية ممتدة على المستوى الاجتماعي والثقافي وعلى المستويات النفس الاجتماعية وعلى مستويات كثيرة. وهذا الأمر يجب توضيحه، فالقفطان هو منتوج ثقافي يرتبط بالفرح والأعراس، يعني الأمر يتعلق بمنظومة ثقافية وحضارية وأحيانا قبلية ممتدة، ولابد من تبيان الجوانب المحيطة بكل منتوج باعتبارها منتوج متكامل في إطار حضاري، فالتطور الذي يصل اليه الإنسان على مستوى الإبداع هو تطور ملازم لتطور وتقدم الدولة، ولذلك يحتاج الأمر الى إبراز هذه الجوانب الحضارية على مستوى كل منتوج معين، وأن يكون هذا الأمر متاحا على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى التعاون الثقافي وعلى مستوى البنيات الموازية..للأسف فالمغرب ليست له ميزانيات ممكنة على مستوى ما يمكن أن نسميه «مراكز ثقافية» في مجموعة من الدول الغربية، خاصة مع وجود جالية مغربية قوية، وهذه المراكز من شأنها أن تساهم في حماية الثقافة واللغة والحضارة العربية والأمازيغية في صفوف أبناء الجالية، وأيضا تعريف سكان هذه البلدان بالجوانب الثقافية والحضارية التي يزخر بها المغرب، وهذا يعد أكبر ضامن لاستمرار وجود أشخاص يساندون الطرح المغربي.
هناك جانب ذا طبيعة قانونية كما هو الحال بالنسبة لتسجيله في المنظمات الدولية المعنية بحفظ التراث كما هو الحال بالنسبة لليونسكو. كما أن هناك أدوات أخرى مرتبطة بالتاريخ والكتابة التاريخية والعلمية سواء في المجلات المحكمة أو في الكتب.. يعني توثيق هذا الموروث التاريخي ليس ضمن نسق تاريخي عام ولكن محاولة العمل على إيجاد جانب للتوثيق العلمي المدروس على المستوى الجامعي وعلى مستوى البحث العلمي، وعلى مستوى الإنتاج المعرفي لكل ما يرتبط بهذه الجوانب التي نتحدث عنها اليوم. وهذا لا شك سيحمي التراث المغربي على المستوى الزمني الممتد، فقطعة قماش بالنسبة للقفطان او قطعة فخار بالنسبة للزليج الفاسي أو التطواني أو غيره يرتبط بمنظومة حضارية ممتدة على المستوى الاجتماعي والثقافي وعلى المستويات النفس الاجتماعية وعلى مستويات كثيرة. وهذا الأمر يجب توضيحه، فالقفطان هو منتوج ثقافي يرتبط بالفرح والأعراس، يعني الأمر يتعلق بمنظومة ثقافية وحضارية وأحيانا قبلية ممتدة، ولابد من تبيان الجوانب المحيطة بكل منتوج باعتبارها منتوج متكامل في إطار حضاري، فالتطور الذي يصل اليه الإنسان على مستوى الإبداع هو تطور ملازم لتطور وتقدم الدولة، ولذلك يحتاج الأمر الى إبراز هذه الجوانب الحضارية على مستوى كل منتوج معين، وأن يكون هذا الأمر متاحا على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى التعاون الثقافي وعلى مستوى البنيات الموازية..للأسف فالمغرب ليست له ميزانيات ممكنة على مستوى ما يمكن أن نسميه «مراكز ثقافية» في مجموعة من الدول الغربية، خاصة مع وجود جالية مغربية قوية، وهذه المراكز من شأنها أن تساهم في حماية الثقافة واللغة والحضارة العربية والأمازيغية في صفوف أبناء الجالية، وأيضا تعريف سكان هذه البلدان بالجوانب الثقافية والحضارية التي يزخر بها المغرب، وهذا يعد أكبر ضامن لاستمرار وجود أشخاص يساندون الطرح المغربي.
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعات المغربية والمجتمع المدني في هذا الإطار؟
الجامعة المغربية تضم الكثير من الكليات والمعاهد، كليات اللغات والآداب وكليات الحقوق وغيرها، وهي كلها معنية بالبحث والتأطير والفهرسة الخاصة بهذا الجانب الحضاري والثقافي للمغرب، كما يمكن إنجاز برنامج مشترك مع الجامعات من طرف الوزارة الوصية على القطاع حتى يتم خلق هذا الأرشيف وهذا الموروث الثقافي المغربي على المستوى العلمي وتأطيره، وأيضا تسويقه على المستوى الدولي والعمل أيضا على مستوى المجتمع المدني أن هذه الحرف والمهن هي ذات طبيعة اجتماعية والأساسي هو الحفاظ على وجودها، فهي تعبر عن موروث ثقافي وحضاري مستمر وتعزيز الإمكانيات لفائدة الأشخاص الذي لازالوا يمارسون مثل هذه الحرف حتى يستطيعوا الصمود أمام التحديات التكنولوجية وغيرها ببرامج وزارية واضحة وإعانات مناسبة للمجهود الحضاري الذي يقومون به على هذا المستوى .
الجامعة المغربية تضم الكثير من الكليات والمعاهد، كليات اللغات والآداب وكليات الحقوق وغيرها، وهي كلها معنية بالبحث والتأطير والفهرسة الخاصة بهذا الجانب الحضاري والثقافي للمغرب، كما يمكن إنجاز برنامج مشترك مع الجامعات من طرف الوزارة الوصية على القطاع حتى يتم خلق هذا الأرشيف وهذا الموروث الثقافي المغربي على المستوى العلمي وتأطيره، وأيضا تسويقه على المستوى الدولي والعمل أيضا على مستوى المجتمع المدني أن هذه الحرف والمهن هي ذات طبيعة اجتماعية والأساسي هو الحفاظ على وجودها، فهي تعبر عن موروث ثقافي وحضاري مستمر وتعزيز الإمكانيات لفائدة الأشخاص الذي لازالوا يمارسون مثل هذه الحرف حتى يستطيعوا الصمود أمام التحديات التكنولوجية وغيرها ببرامج وزارية واضحة وإعانات مناسبة للمجهود الحضاري الذي يقومون به على هذا المستوى .

