وقال محاورنا أن منطقة سوس تعيش على وقع شد الحبل بين الساكنة والرحل القادمين من أزيلال، تنغير، الصحراء.. فاعتراض سبيل ولو راعي واحد من قبل الساكنة، يؤدي إلى تكثل مجموعة الرحل في مواجهتهم، مشيرا بأن لا أحد سيقبل بضياع قطعان المواشي نتيجة الجفاف، لكن لابد من احترام أملاك الآخرين، خصوصا وأن الأمر يتعلق حاليا بالإعتداء على ممتلكات وأشخاص بمنطقة سوس، حيث عاشت سوس مؤخرا على وقع اعتداء بدوار إغرمان (قبيلة إيدوسكا أوفلا) بقيادة أيت عبد الله، دائرة إغرم، إقليم تارودانت ميليشا مسلحة من الرعاة على الساكنة، فلم يعد الأمر – يضيف العرف – يقتصر على النزاعات الفردية، بل تطور إلى نزاعات مسلحة، إذ تمت محاصرة الساكنة من قبل رحل قادمين على متن سيارات رباعية الدفع، مدججين بالمقالع (مفرد مقلاع)، وهو المعطى الذي دفع الساكنة إلى تنظيم وقفة احتجاجية بتاريخ 12 نونبر 2019 بمركز قيادة أيت عبد الله للتنديد بما حدث.
وذكر أن الدرك الملكي والسلطات المحلية لم يحركوا الساكن لحماية الساكنة لأسباب مجهولة، مشيرا بأن الرحل يصرحون علانية بأنهم يمتلكون النفوذ الكافي لفرض الأمر الواقع أي الرعي داخل الأملاك الخاصة للساكنة بالقوة، وهو الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة مستقبلا.
مشددا على أن حماية أملاك الساكنة بمنطقة سوس حق دستوري، يفرض على الدولة التدخل لحمايته، علما أن البنية العقارية لمنطقة سوس تتميز بانعدام أراضي الجموع وأراضي الأحباس، فهي لا تضم سوى الأملاك الخاصة للساكنة، داعيا المندوبية السامية للمياه والغابات إلى تخصيص مناطق جديدة لفائدة الرعاة الرحل، خصوصا وأنها تمتلك ملايين الهكتارات.