الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

محمد هرار: وتستمر انتفاضة المحتجزين في مخيمات تندوف إلى أن يتحرروا بإذن الله

محمد هرار: وتستمر انتفاضة المحتجزين في مخيمات تندوف إلى أن يتحرروا بإذن الله محمد هرار

تعيش منطقة تندوف هذه الأيام على صفيح ساخن، بعد إحكام الجبهة الانفصاليّة "البوليساريو" قبضتها الحديديّة على المخيّمات، في محاولة يائسة لمحاصرة المحتجّين الغاضبين الرّافضين لتلكم الأوضاع المزرية والمتدنيّة، البعيدة عن المدنيّة والتحضّر كرامة الإنسان. وقد استعملت الجبهة المذكورة الأسلحة الثقيلة، والمدرعات العسكريّة ضدّ المدنيين العزل لترويعهم وإرهابهم، كما سارعت إلى قطع الطريق الرئيسيّة، في حركة استباقية تمنع النّزوح الجماعي للمحتجزين، صوب الحدود المغربيّة للالتحاق بالوطن الأم المغرب.

فقد نفذ صبر المواطنين هناك وأرهقهم طول انتظار لحلحلة الأوضاع زاد على أربعة عهود من الزمن. لقد ظلّوا ينتظرون وهما باعهم لهم أباطرة الحرب الذّين ورّطوا الجهة في نزاع مفتعل. وهو ما جعلهم ينتفضون غاضبين وناقمين على أوضاعهم السيئة بالمخيمات. الأمر الذي دفعهم للتحرك، فقاموا بعرقلة حركة المرور، رافعين مطالب تخصّهم وتمسّ حياتهم البائسة، محاولين التنبيه إلى قضيّتهم وما تعلّق بها من أمور حياتيّة، كحرية التنقل والعيش الكريم كباقي إخوانهم في المدن الصحراويّة المغربيّة.

يُعلم أن ساكني المخيمات، يعيشون وضعيّة كارثية منذ عقود. فهم للأسف محتجزون كرهائن، ولا يحقّ لهم التحرك. يستعملهم "البوليساريو" ورقة ضغط ومفاوضات كما يستعملهم أداة تلبيس على الحقّ لدى المنتظمات الدوليّة، دون رحمة أو اعتبار للوضع لّا إنساني المتردّي... لقد كان ولازال هم "البوليساريو" وأسياده المتحكّمين في الأوضاع عن بعد، تجميع المال الأسود وتكديسه، بل وتهريبه إلى البنوك الخارجية. لقد بات همّهم الإثراء على حساب المحتجزين المظلومين، دون مراعاة لأوضاعهم..

الحقيقة التي يتهرب منها قادة البوليساريو والجهات الموجّهة والداعمة لهم، هي أنّه لو تُرك الأمر والخيار للمحتجزين في مخيمات العار والشنار، لما بقي منهم فيها فرد واحد؛ باستثناء قادة الجبهة الفاسدين.

الصحراويّون توّاقون إلى وطنهم الأم المغرب، الحاضن الرّحيم بهم جميعا. يُفهم ذلك ويلاحظ من خلال الانتفاضات والمظاهرات المتكرّرة في المخيّمات التي باتت شبيهة بمخيّمات الميز العنصري، أو معتقلات غولاغ. أو من خلال شهادات الذين عادوا إلى حضيرة الوطن الأم، هاربين من الذلّ والخزي والعار، فقد أفاضوا في الحديث عمّا تعرّضوا له في تلك المخيّمات المسيئة كثيرا للعنصر البشري، مُزيحين الغشاء عن حقائق صادمة غيّبها التعتيم الإعلامي الخانق، ومنعها عدم القدرة على الإفصاح بها في ظلّ الحصار والاستعباد البغيضين.

الحرية للمحتجزين في مخيمات العار، مطلب مستعجل آكد لا بدّ من العمل لتحقيقه قبل فوات الأوان وحصول الكارثة لا سمح الله!..