الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

دريوش: نتائج انتخابات إسبانيا في صالح المغرب وأتوقع أول زيارة لزعيمه نحو الرباط..

دريوش: نتائج انتخابات إسبانيا في صالح المغرب وأتوقع أول زيارة لزعيمه نحو الرباط.. نبيل دريوش

أكد الزميل نبيل دريوش، أن الزعيم الاشتراكي الإسباني "بيدرو سانشيث"، نجح في استراتيجيته الانتخابية من خلال دعوة الإسبان للمشاركة في الانتخابات والتخويف من أفكار اليمين المتطرف الذي يمثله "فوكس"، إذ ربح "سانشيث" أصوات المترددين والناخبين الشباب الذين يصوتون لأول مرة، وجزء من قاعدة "بوديموس".

واضاف الخبير في الشؤون الإسبانية في اتصال هاتفي مع "أنفاس بريس"، أنه بالمقابل فشلت استراتيجية الحزب الشعبي في الانعطاف نحو أقصى اليمين في محاولته استعادة الأصوات التي توقع أن تذهب لحزب "فوكس:، وبذلك فقدَ الحزب الناخب المعتدل الذي اتجه صوب "سيودادانوس".

وبخصوص عودة التيار المتطرف القومي بعد 40 سنة من سقوط حكم فرانكو، قال الزميل دريوش، إن حزب "فوكس" استطاع أن يحصد مليوني ونصف مليون صوت ويفوز بـ24 مقعدا لكنه يبقى عدد مقاعد أقل من توقعات استطلاعات الرأي، ويبرز مرة اخرى نجاح استراتيجية التخويف التي نهجها "سانشيث" منذ التجمع الثلاثي لأحزاب اليمين ضد الانفصال بكتالونيا شهر فبراير الماضي والذي بنى عليه سانشيث استراتيجيته الانتخابية.

وأضاف الزميل المتابع للشأن الإسباني، أن حزب "سيودادنوس" يتقوى، ويعد الآن مرجعا لليمين الليرالي المعتدل ويسحب البساط من تحت اقدام الحزب الشعبي الذي يعيش ازمة تموقع، لكن هذا لا يمنع من فشل الحزب في تجاوز الحزب الشعبي وتزعم اليمين.

اما بخصوص تراجع "لوديموس" في هذه الانتخابات، وفقدانه لحوالي 30 مقعدا برلمانيا، فاعتبرها المتحدث، فأوعزها، بسبب الخلافات الداخلية الحادة وطريقة زعيمه "بابلو اغليسياس" في تدبير الأمور الداخلية، وعدم وضوحه فيما يخص تقرير المصير بكتالونيا، وكذا نجاح الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيث في تنفيذ جزء من برنامج "بوديموس" لكن باسم الاشتراكيين بزعامة "سانشيث: وأهمها زيادة تاريخية في الحد الأدنى للأجور وتمديد عطلة الأبوة..

ولأن هذه الانتخابات تأتي بعد أقل من عام على حراك كاطالونيا، فإن نسبة المشاركة القياسية في كاتلونيا تصب لصالح الحزب الجمهوري الكطلاني الذي يقبع زعيمه جونكيراس بالسجن واندحار حزب الرئيس الجمهوري الهارب "كارليس بودجيمونت"، أمام تحسن النتائج لفائدة الحزب الاشتراكي الكطلاني الذي حل في المرتبة الثانية، مع تسجيل تراجع ملحوظ لحزبي بوديموس وسيودادانوس.

ولأن الحزب الإشتراكي رغم تقدمه في هذه الانتخابات فهو لا يتوفر على أغلبية مطلقة، فقد توقع الزميل نبيل دريوش، بأن زعيمه "سانشيث"، قد يشكل حكومة من حزبه بدعم من بوديموس ومن الحزب القومي الباسكي دون حاجة للأحزاب القومية الكطلانية التي ستساومه حول الوحدة الترابية لاسبانيا، وقد يشكل الحكومة بتحالف مع "سيودادنوس" وهو ما سيرضي بارونات الحزب الاشتراكي وسيغضب جزءا من الكتلة الناخبة التي صوتت للحزب اليوم، "ولا أظن ان سانشيث نفسه يفضل هذا الاتجاه". وعليه "ليدرو سانشيث" لم يعد رئيسا للحكومة غير منتخب، عاد اليوم قويا ولن يحتاج إلى مراسيم القوانين خارج سقف "الكورتيس" لتمرير قوانينه، فهو السياسي الذي يعود دائما للحياة بعدما يعتقد الجميع أنه جثة تحتاج إلى قبر.

وبحكم الجوار، فإن الرباط تترقب هذه الانتخابات، حيث شدد الزميل دريوش، أن هذه العلاقات براغماتية، وعودة "بيدرو سانشيث" إلى قصر "المونكلوا: هو لصالح المغرب، لأن الزعيم الاشتراكي"سانشيث" صار يعرف اهمية المغرب الاستراتيجية والاقتصادية، وعبر عن ذلك منذ زيارته للمغرب كرئيس للحكومة بعد ملتمس الرقابة الذي أطاح بحكومة "ماريانو راخوي:، وستكون هناك مرحلة تشكل استمرارا لسياسته تجاه الجار الجنوبي لاسبانيا، وأتصور أنه هذه المرة سيحترم التقليد المعمول به بأسبانيا وستكون أول زيارة خارجية له إلى المغرب، يقول الزميل دريوش.