الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

موجة البرد تفضح ارتجالية سياسة الحكومة في 27 إقليما

موجة البرد تفضح ارتجالية سياسة الحكومة في 27 إقليما
يبدو أن الحكومة لم تستوعب الدرس جيدا ولم تفهم أن شؤون الدولة لا تدبر بالمناسبات والمواسم، أو بالحلول الترقيعية، فالتصريحات الأخيرة لنور الدين بوطيب، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، حول المخطط الوطني لمواجهة الآثار السلبية لموجة البرد، أكدت بالملموس أن الحكومة فشلت في تحقيق العدالة المجالية، كما فشلت في كثير من الأشياء والملفات.
إذ كيف يعقل أن عدد الأقاليم المشمولة بالمخطط الوطني لمواجهة الآثار السلبية لموجة البرد خلال الموسم الحالي وصل إلى 27 إقليما أي 32 في المائة من مجموع الأقاليم، ومع ذلك مازلنا نواجه هذه المعضلة بمنطق البرامج الموسمية، ألم يحن الوقت لإيجاد استراتيجية متكاملة ودائمة تطبق في أرض الواقع بهذه الأقاليم، تضمن العدالة المجالية لدافعي الضرائب وتأخذ بالاعتبار خصوصية كل منطقة.
فاليوم لم يعد مقبولا من الدولة أن تتعامل بالمنطق الإحساني مع ساكنة الأقاليم التي تعرف مناخا باردا، بل أن المنطق الديمقراطي يتطلب وضع سياسة حكومية مجالية تضع نصب أعينها هذه الاضطرابات المناخية، بحيث تنسق المصالح الوزارة فيما بينها لوضع سياسة عمومية متكاملة تمكن ساكنة هذه الأقاليم من سبل العيش الكريم دون الحاجة كل سنة لحملات موسمية لمواجهة الآثار السلبية للبرد.
فمنطق العدالة المجالية والاجتماعية والاقتصادية، يتطلب وضع استراتيجية متكاملة ، تقطع مع الإحسان وتمكن ساكنة الأقاليم المتضررة من بنيات تحتية تتحمل سوء الأحوال المناخية، وتصاميم هندسية للمنازل والمرافق العمومية ملائمة لمناخ هذه الأقاليم، فضلا عن خلق الثروة بهذا الحزام كي لا يبقى معظم سكانه في وضع هش ينتظرون قدوم قافلة موسمية لتزودهم بمانطة أو مسكن للألم.
هنا يجب أن يجتهد مهندسو التخطيط المجالي والعمراني لاستنساخ وليس إبداع، أفكار تطبق حاليا في الدول الإسكندنافية بحكم أنها الأكثر احتكاكا مع البرد والثلوج والتقلبات المناخية، وإسقاطها في المجال الترابي بالأقاليم 27 المتضررة من الآثار السلبية لموجة البرد.
وبهذا تكون الدولة قد حكمت منطق الأب العادل بين أبنائه، في التعامل مع دافعي الضرائب، ووضعت حدا لتلك الحملات الإحسانية التي تستنزف أموالا طائلة وتجعل المواطن المتضرر يفقد الثقة في مؤسسات الدولة لاسيما إذا استحوذ سماسرة الانتخابات على هذه المخططات وحركوها بمنطق الريع الانتخابي...