"للي بغا الكَراب في الصيف يتصاحب معاه في الليالي"!!
هذا المثل الشعبي ينطبق بامتياز على التكنوقراط المحظوظين بالتعيين في ميناء طنجة المتوسط لقربهم من مدفأة السلطة.
فبعد فضيحة متم غشت 2018 التي تميزت بالاكتظاظ الرهيب وغياب التنظيم والاستباق في تحضير جيد لمرحلة عودة مغاربة العالم، ها هي سلطات ميناء طنجة تمطرنا اليوم ببيانات خشبية "تحتفي" فيها بعودة الأمور "إلى طبيعتها"، وبأن "مدة العبور من طنجة نحو اسبانيا تمر الآن بشكل جيد"!
ما جدوى الاحتفاء اليوم بعودة الأمور بميناء طنجة المتوسط إلى طبيعتها، وقد غادر معظم المغاربة المهاجرين نحو ديارهم بأوروبا بحكم التزامات تعليم أبنائهم والتزاماتهم المهنية؟
فالطفل في الروض يعرف أن مغاربة العالم يحلون بالمغرب في بداية العطلة الصيفية ويعودون إلى دول المهجر في نهاية غشت، وهو ما يفترض اتخاذ الترتيبات اللازمة قبل بدء عملية العودة وعملية المغادرة والتحضير لذلك بشكل جيد ومحكم ووضع كل الخطط (PLAN 1 et PLAN 2) بالتنسيق مع كافة المتدخلين وطنيا وبالضفة الأخرى (إسبانيا)، بدل التعامل الروتيني مع عودة مغاربة العالم (هم أول من يضخ العملة الصعبة بالخزينة العامة) بطريقة احتقارية ومهينة لبني الإنسان.
فالمغاربة تحملوا كلفة 40 مليار درهم لبناء ميناء طنجة المتوسطي (المرافق المينائية وتوابعها الطرقية والسككية والمنشآت الفنية)، ومن العار أن نترك هذا المرفق الضخم بيد مسؤولين فاشلين وهواة لا تهمهم مصلحة 5 مليون مغربي مهاجر، وبالتالي لا تهمهم مصلحة البلاد.
لا يعقل أن نلاحق أستاذا بسبب خطأ تافه أو نطارد ممرضا بسبب سلوك طائش أو متابعة عون سلطة على إخلال بسيط، بينما نترك مسؤولي ميناء طنجة المتوسط بدون حساب ومساءلة، بل وإقالتهم على "الشوهة" التي تسببوا فيها للمغرب والمغاربة .
تدبير المرافق العمومية وتسيير الشأن العام لن يستقيم إلا "بطحن" كل مسؤول يحتقر الشعب ويتخاذل في أداء مهامه، بدل "طحن" المواطنين في ماكينة تكنوقراط ميناء طنجة.