أيهما أهم وأولى بالمغرب؟ هل حرية الشواذ أم حرية المغاربة في التمتع بالحق في إعادة توزيع الثروة بين الفئات والمجالات الترابية الهشة وبالحق في الشغل وفي الصحة بمستشفيات مجهزة بكل المستلزمات الطبية والتمريضية وفي التعليم الجيد وفي النقل الحضري الآدمي وفي السكن في محيط حضري راق بشوارع معبدة وحدائق زاهية وساحات عامة فاتنة؟
كم يمثل الشواذ بالمغرب حتى تتعبأ لهم الإمكانيات من طرف أناس مقربين من دوائر القرار؟ من يحرك هؤلاء "الشاذين" عن هموم أوسع فئة من المغاربة؟ من يرخص لهم؟ من يسخر لهم موارد الدولة المالية والرمزية واللوجيستيكية؟
هل كل من كان مقربا من مدفأة السلطة يحق له جر المغاربة إلى نقاشات جد هامشية وتافهة وليس أولوية لدى الشعب؟
فالمغاربة على مر العصور، ظلوا يتعاملون مع الشواذ جنسيا بلازمة أبدية تتمثل في" الله يعفو" و "الله يهدي" ثم ينصرفون لأعمالهم وانشغالاتهم دون أن "يجعلوا من الحبة قبة". فلماذا اليوم بالتحديد تتحرك "الخلايا الشاذة النائمة" لتنفخ في جمر ملف ليس ولم يكن أصلا في أجندة المغاربة؟
الجواب ليس عند الميريكان والفرنسيس والهولنديين بل عند من عبد الطريق "للخلايا المغربية النائمة" لتقترب من مدفأة السلطة بالمغرب لدرجة أن هذه "الخلايا النائمة" توهمت أنها الوصية على المغرب والمغاربة.
على الدولة، التي مكنت هؤلاء من الاقتراب من مدفأة القرار، أن تلفحهم بلهيب النار: نار تقزز المغاربة واشمئزازهم من تغول خدام القضايا الفاشلة.
فما الفرق بين إرهابي يبايع "سيدنا" أبوبكر البغدادي وآخر يبايع "سيدنا" أبو الشواذ المرقاوي؟! ألا يمثلان كليهما خطرا على موروث المغاربة؟!
الله يهدي ماخلق !