وجدت نفسي مضطرا للحديث عن التدبير السيئ لملف القضية الوطنية ،الذي يتطلب تفادي الإندفاع والتريث قبل أي مبادرة وتصرف ،لاسيما ونحن نعيش خارج المغرب ،فبعد الخروج الإعلامي لمن يدعي أنه الوحيد الموجود في الساحة الذي يدافع عن القضية في الدانمارك والتطاول حتى على مؤسسات الدولة ومحاولة تحقيق إنجاز حتى قبل أن يصدر بيانا من وزارة الخارجية المغربية للمطالبة بتوضيحات من مصر و الرئيس المصري حول الأسباب التي جعلته إعطاء التأشيرة لوفد الإنفصاليين لدخول التراب المصري والمشاركة في الذكرى 150 لتأسيس البرلمان المصري والذي تم استغلاله هذه السنة لتنظيم لقاء جمع بين البرلمان الإفريقي والعربي ،كان مقبولا أن يصدروا بيانا أوكتابة مقالا ينددون فيه بالموقف المصري الجديد الذي يضر بالعلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والمغربي .
كان من المفروض كفعاليات مغربية في الدانمارك مطالبة وزارة الخارجية المغربية في إطار النقاش الديمقراطي عن أسباب تأخر موقف مغربي مما حصل ،كما فعلت إذاعة السلام بالأمس عند استضافتها للأستاذ الجامعي المختص في قضية الصحراء الأستاذ عبد الفتاح الفاتحي.
التوجه إلى السفارة المصرية للتنديد بما حصل قبل أن يصدر موقف رسمي مغربي يعتبر تطاول ولعب الدراري كما يقال بالدارجة المغربي... لا نريد أن يصبح مغاربة الدانمارك ومن يدعون أنهم يدافعون عن القضية نكتة يرويها المصريون فيما بينهم
نرغب ونتطلع لكي نعطيهم دروسا في السياسة والنضال ،كنت أتمنى أن يصدروا بيانا يكون عليه إجماع من كل الفعاليات ولايسعون للزعامة ويهرولون للسفارة المصرية ،كنت أتمنى أن يعبروا عن وعيهم ومخاطبة وسائل الإعلام المصرية
كنت أتمنى أن يكون موقفا قويا عليه إجماع لإبراز موقف موحد يُبين حقيقة أن هناك إجماع وطني على هذه القضية وأما التسابق لنشر صور تجمع موظفا في السفارة دون نشر الرسالة الموجهة كما يدعون للرئيس المصري ،فهذا عبث
إن استمرار الاعتماد على الصفحات الإجتماعية والموقع المعلومة لغرض في نفس يعقوب ،لن يفيد القضية
لقد طرحت ليس ببعيد إعادة النظر في تدبير الملف من خلال لقاء يتم فيه إفراز الكفاءات المؤهلة لتدبير هذا الملف من خلال المؤهلات الثقافية والتجربة السياسية في الدنمارك ،كنت أتمنى أن يتجاوز الجميع مسألة الزعامات لأنها لن تخدم القضية.
غير مقبول بتاتا الإدعاء بالوطنية واتهام الآخر بالتقاعس والتواطئ،فهذا لن يخدم القضية في الدنمارك
العمل الذي يجب أن نركز عليه هو التواصل مع الأحزاب السياسية الدنماركية هل استطعنا اختراق هذه الأحزاب والتواجد في مؤتمراتهم وبالخصوص الأحزاب الكبيرة وفرض وجهة نظر المغرب في حل هذا الصراع الذي يؤثر على المنطقة ، من دون ذلك لن نستطيع حماية المكتسبات التي تحققت لحد الساعة فيما يخص قضية تدبير ملف الصحراء في الدنمارك.
لدينا في الدنمارك منبران إعلاميان إذاعة السلام وإذاعة راديو أمازيغ ، فلماذا لا يتم المنبرين معا للتعبئة باللغتين مع العربية والدنماركية وحتى الأمازيغية ونلعب دورا إيجابيا في تنوير الرأي العام الدنماركي بحقيقة ما يجري وطبيعة الصراع في المنطقة.
كتاب الرأي