لماذا الأحزاب في الغرب تستفيد من فشلها في تدبير الشأن وتعود بقوة .الحقيقة اكتشفتها لحضوري في مؤتمر الحزب الإشتراكي الديمقراطي في الجلسات العامة، حيث تناقش مشاكل المجتمع وتعثرات الحكومة التي تدبر الشأن العام، وكذلك من خلال العروض التي يقدمها مختلف قيادات الحزب التي تحملت المسؤولية سابقا .
في الجلسة العامة لهذا اليوم ابتدأت أشغال المؤتمر في الوقت المحدد الساعة الثامنة، وأخذت لجنة السير مكانها في المنصة وفتحت النقاش عبر لائحة المتدخلين من مدن وجهات مختلفة، كانت المداخلات مركزة ومعززة بأشرطة من الواقع تبين فشل السياسات ومايجب تداركه للحفاظ على مجتمع الرفاهية الذي تميز به المجتمع رغم تعاقب الحكومات .
كم أعجبني تحاليل المتدخلين عندما يعتمدون في مداخلاتهم على نماذج من المجتمع ، تحدثوا عن مشاكل الجريمة والسجون وسياسة إعادة التكوين وتأهيل الشباب ليستفيد منهم المجتمع، أخذ مجموعة من الذين قضوا سنوات في السجون وتم تأهيلهم ورجعوا بقوة للمساهمة في بناء مجتمع الرفاهية .
تحدث آخر عن الإكراهات التي يعرفها القطاع العام في مجالات عدة التعليم والصحة وغيرها من الميادين الحيوية وقدم نماذج واقترح حلولا لمعالجة الداء
النقاش مهم بعد كل مداخلة والحوارالبناء هو السائد للخروج بحزمة من الإقتراحات تكون برنامجا يعتمده المؤتمر وبه يدخل انتخابات لإقناع الناخبين وباقي أفراد المجتمع، وهم بذلك يساهمون جميعا في إقرار البرنامج العام الذي يساهم في إخراج البلاد من الأزمة الإقتصادية .
العروض الموجهة لضيوف الحزب من الأحزاب الإشتراكية والسلك الدبلوماسي تختلف، بحيث يتعاقب على العروض قادة الحزب لشرح السياسات العمومية التي تبناها الحزب خلال تدبيره للشأن العام ومنظروه في معالجة المشاكل القائمة حاليا في مختلف القضايا .
عندما تنهي يومك في هذا الجو الإيجابي من النقاش سواء داخل القاعة العامة أو في الورشات التي يؤثرها قيادات الحزب، تدرك بالفعل الفرق الموجود بين مؤتمراتهم ومؤتمراتنا، ثم تلمس الحس الوطني الراقي الذي يتميزون به لأنهم يعالجون مشاكل من الواقع ويحاولون أن يكونوا في مستوى تطلعات وانتظارات المجتمع .
هل نستفيد من تجاربهم الناجحة في المؤتمرات وفي المشاركة في الإنتخابات ؟ أم نضرب عرض الحائط أسس الزبناء الديمقراطي من الأساس ونسعى الوصول للسلطة والمقعد البرلماني بكل الوسائل الدنيئة ليس للحفاظ على التماسك المجتمعي بل لتحطيم كل ما بناه المخلصون في وطننا العزيز ؟
كتاب الرأي