من المؤكد أن رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران كان يفضل أن فضيحة العلاقات الغرامية بين مولاي عمر بنحماد وفاطمة النجار تأجل انفجارها إلى ما بعد السابع من أكتوبر المقبل حتى لا يقال في حالة تراجع الحزب الذي يقود الحكومة في الانتخابات المقبلة بالمقارنة مع نتيجة العدالة والتنمية في انتخابات 25 نونبر 2011 أو انتخابات 4 شتنبر 2015 أن هذا التراجع يمكن أن يعتبره خصوم حزب ابن كيران من تداعيات هذه الفضيحة الأخلاقية. وتفاصيل هذه الفضيحة أن مجموعة من الفرقة الوطنية للشرطة كانت ذات صباح باكر بصدد ملاحقة واحدة من عصابات مهربي المخدرات في المنطقة الشاطئية ما بين يوزنيقة والمحمدية، فإذا بعناصر الفرقة الوطنية يلاحظون وجود سيارة مرسيدس في مكان ما بشاطئ المنصورية ما دفعهم إلى الاقتراب من السيارة لمعاينة ما يجري فيها. وفي عين المكان اكتشف رجال الأمن أن رجلا وامرأة كانا في حالة خلوة وهي لحظة يعتبرها أهل الشيعة في إيران والعراق من أهم لحظات زواج المتعة الذي لا يشكل في المغرب ارتباطا شرعيا بين رجل وامرأة. اضطر رجال الأمن أن يلقوا القبض على الشخصين رغم ادعاءهما بأنهما يرتبطان بزواج عرفي. وفي مركز الشرطة سيتعرف المحققون على هوية العاشقين وصفتهما ويتعلق الأمر بمولاي عمر بنحماد وفاطمة النجار والاثنان يتبوءان موقعا متميزا في قيادة حركة التوحيد والاصلاح وهو تنظيم يعتبر النواة الصلبة لحزب العدالة والتنمية. مولاي عمر بنحماد متزوج وله سبعة أطفال أما فاطمة النجار فهي أرملة وأم لستة أطفال. ما أن شاع خبر الفضيحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى توالت التعاليق وظهرت على شاشات الهواتف النقالة واللوحات الالكترونية تسجيلات لخطب ومحاضرات كانت حركة التوحيد والإصلاح قد عملت على ترويجها في مواقع الفيسبوك لإقناع الشبان والفتيات بوجوب التشدد في التعلق بالتعاليم الدينية. وفي تسجيل فيديو تقول السيدة فاطمة النجار إن الفتاة لايحق لها أن توجه نظرات الإغراء إلى أي شاب وهي نظرات قد تتطور إلى اختلاء الشاب بالفتاة، وحينما يكون الاثنان في خلوة فثالثهما، تقول فاطمة النجار، هو الشيطان، وحضور الشيطان يؤدي إلى اشتعال النيران وحصول المآسي. ولا يعلم أحد ما إذا كان الشيطان حاضرا في الخلوة التي جمعت العالم العلامة مولاي عمر بنحماد مع العالمة فاطمة النجار، وإلى أي حد يكون الشيطان الرجيم قد اجتذب عناصر الشرطة الوطنية ودفعهم إلى الاقتراب من سيارة المرسيدس ليعاينوا ما كان يحدث داخلها في تلك اللحظة من الصباح الباكر في شاطئ المنصورية. المهم أن العالم والعالمة تم ضبطهما وأعد لهما محضر في انتظار موعد المحاكمة. ولحد الآن لم يقل رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران أي شيء في شأن هذا الموضوع الذي أثار ضجة كبيرة في المغرب ولم يصدر عن حزب العدالة والتنمية أي بيان يشرح دروس وملابسات هذه الفضيحة التي اهتمت بها العديد من مواقع التواصل الاجتماعي في زمن أخذت هذه المواقع تحل محل التلفزيون في الإخبار الفوري للرأي العام بما يحدث في البلد. وإذا كان حزب العدالة والتنمية قد التزم السكوت فالسؤال موجه كذلك إلى حلفاء عبد الاله ابن كيران في الحكومة التي مازالت لحد الآن هي الحكومة، وسيستمر هذا الحال إلى الانتخابات المقبلة، وحلفاء السيد عبد الاله ابن كيران هم صلاح الدين مزوار زعيم التجمع الوطني للأحرار وامحند العنصر زعيم الحركة الشعبية ونبيل بن عبد الله زعيم حزب التقدم والاشتراكية. ويتذكر كثيرون أن نبيل بن عبد الله كان يقول لرفاقه في الحزب ممن كانوا يعارضون التحالف مع الظلاميين، وذلك في محاولة لإقناعهم حيث قال آنذاك، أن حزب العدالة والتنمية القديم قد عرف عدة تغييرات حتى أنه أصبح الآن حزبا آخر لا علاقة له بالتيارات الظلامية. فهل كان بنعبد الله يقصد بالتغيير أن يصبح لحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح قادة على شاكلة مولاي عمر بنحماد وفاطمة النجار؟