الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

بنكيران يوقظ "الفتنة" بمقر حزب المهدي وعمر بالرباط

بنكيران يوقظ "الفتنة" بمقر حزب المهدي وعمر بالرباط

لكل الهيئات السياسية امتداداتها في الحقل الجمعوي وطنيا ومحليا، ولها ارتباطاتها الفعلية مع التنظيمات والحركات النقابية التي تتقاسم معها نفس الأهداف والتطلعات للدفاع عن مصالح الشعب بمختلف فئاته، وتعتبر روافد للاستقطاب والتواصل والتأطير، وهذا الفعل هو مستمر في الزمان والمكان طيلة أيام السنة وفق برنامج مضبوط ومسطر يسهر على تنفيذه فعاليات متخصصة أنيطت بها هذه المهمة، دون ذلك يعتبر أي عمل ارتجالي مفاجئ مشكوك في مصداقيته وفي نواياه.

من حق "مؤسسة المشروع" أن تسائل عبر منبرها الجمعوي كل الفاعلين والمسئولين على تدبير الشأن الوطني، ومن حقها أن تتطارح المشاريع والأفكار، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية والبيئية والدستورية، لكن ليس من حقها أن تلطخ تاريخ حزب قدمت أطره ومناضلوه أرواحهم في سبيل الفكرة النبيلة لحزب القوات الشعبية، وذاقوا أصناف التنكيل والتعذيب، وجربوا السجون والمعتقلات، واستشهدوا من أجل هذا الوطن.

أين كانت هذه المؤسسة وأطرها طيلة خمس سنوات التي كان فيها رئيس الحكومة وكتائبه الحزبية يتربصون بمكتسبات الشعب المغربي ويخططون للإجهاز عليها بشتى الوسائل؟ هل ننسى خرجات بنكيران في قبة البرلمان وشتائمه في عريسي النضال الشهيدين المهدي وعمر؟ كم سنحتاج من الوقت لمحو آثار الصور العنيفة والمشاهد المؤلمة التي تسبب فيها رئيس الحكومة وأغلبيته أمام المؤسسات وبالشارع العام ووسط المعامل، ضد الشغيلة المغربية، ضد الدكاترة، ضد الأساتذة المتدربين، ضد الممرضين، ضد المكفوفين، ضد الفقراء، ضد الطلبة والتلاميذ... في البحر والبر والسماء، في المدشر والبادية والمدينة، بل حتى وسط قبة البرلمان بالمباشر عبر قنواتنا التلفزيونية والتي مازالت شاهدة على قلة حيائه؟؟؟

ما يفرق بيننا وبينهم وبين رئيسهم بنكيران أكثر بكثير مما يجمعه مع البعض منا.. يفرق بيننا وبينهم دماء شهدائنا، عقول مفكرينا، حكمة سياسيينا، طيبوبة مناضلينا، أخلاق معلمينا، شهامة وأمجاد مقاومينا، صبر أمهاتنا المناضلات في عز سنوات الرصاص، شجاعة وإخلاص زعمائنا السياسيين والنقابيين والجمعويين، إبداع مثقفينا وشعرائنا وفنانينا، سماحة وتسامح فقهائنا والمجتهدين في ديننا الحنيف، عراقة شعبنا وإخلاصه لوطننا، تقتنا في تاريخنا المكتوب بنبضات قلوب رجالاتنا الأوفياء.

لسنا في حاجة إلى خرجات رجل مرغنا في وحل الاستهتار بالمسئولية، وتنكر لوعده، وتناقض مع مواقفه.. لسنا في حاجة إلى أن نستمع له في فضاء تحلق فيه أرواح شهدائنا.. بماذا سيفيدنا وهو الذي سد باب الحوار مع النقابات وألغى وجودها، وأفرغ جيوبنا، وبطوننا، وأوصد أبواب مقاولاتنا وشركاتنا، وشرد عمالنا، ودمر جسور التواصل بين مؤسساتنا، وفوت مدرستنا ومستشفياتنا العمومية، وأغرق شوارعنا بالمتسولين والعاطلين والمعتوهين والأرامل، وشجع تزويج القاصرات، وتشغيل القاصرين، ووووو؟؟

لذلك أسائلكم، هل رحم الوطن أصابه العقم إلى هذا الحد، ولم يعد في مقدورنا أن نستخلص العبر من أفواه العقلاء ممن هم أجدر بالمناقشة والمطارحة للسؤال الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي؟؟ هل أنجب رحم "الإخوان" مثل ما أنجب رحم الوطن من عباقرة الفلسفة والدين والفكر والسياسة والاقتصاد والشعر والفن؟ أم أن اختراقهم لصفوفكم أصاب عيونكم بالحول ولم تعودوا تفرقوا بين هذا وذاك؟

لن يغفر لكم شهداؤنا ما اقترفت نواياكم هذا المساء (مساء البارحة)، وممرات مقر أكدال تحفل بآثار الأقدام التي وطأته منذ زمان وهي تعيد المشي جيئة وذهابا خشية من احتلاله من طرف خفافيش الظلام، المصطفة على قارعة الطريق في انتظار ولوجها بالقوة تحت غطاء القوة وأمام أعين الرباطيين.

ألم يكن من الأليق استضافة بن زيدان بأحد فنادق الرباط، وتتركوا أرواح الشهداء في مأمن عن فتنة "الرئيس" التي أيقظتموها بحساباتكم الخاطئة؟؟