Monday 5 May 2025
مجتمع

هذه هي السموم الأربعة التي نفثها الأصوليون لإفساد عمل إحساني أشرفت عليه الإمارات بالرباط

هذه هي السموم الأربعة التي نفثها الأصوليون لإفساد عمل إحساني أشرفت عليه الإمارات بالرباط

تم في اليومين الأخيرين تداول صورة أثارت جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي خصت مبادرة سفارة الإمارات العربية المتحدة في المغرب بتوزيع "قفة رمضان" على المحتاجين، وهي صورة تظهر رجلا عجوزا في لقطة انحناء للسلام على عبد الوافي لفتيت والي الرباط بشكل يوحي بأن الأمر فيه إذلال، والحال أن الرجل العجوز هو أصلا مريض وتقوس ظهره بفعل نوائب الظهر ويستعمل عكازا (أنظر الصورة المرفقة). إنما الأهم ليس الصور في حد ذاتها، وإنما الجهة التي سخرت مجهودا لنشرها باعتبارها، أي الجهة، جناح مقرب من الحزب الحاكم لعبد الإله بنكيران حيث تم استعمال "مخدوم" للصورة خارج سياقها وبشكل مقصود بغرض أن يحقق الحزب الحاكم مجموعة من الأهداف، بالنظر إلى ان هناك مجموعة من الحيثيات الكثيرة التي لا يمكن القفز عليها في حديث هذا السياق:

أولها: أن حزب بنكيران يريد تصفية الحساب مع والي الرباط بمبرر أن عبد الوافي لفتيت - في نظر البيجيديين - هو الذي يمنع العمدة الأصولي "الصديقي" من حضور الأنشطة الملكية، والحال ان البرتوكول الملكي لا يتحكم فيه لا الوالي ولا وزير.

ثانيها: امتعاض حزب بنكيران من القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية، والقاضي باستغلال توزيع المساعدات الغذائية على الفقراء لاستمالتهم للتصويت على حزب العدالة والتنمية، نظرا لما يمكن أن تتيحه من فرص الاستغلال الانتخابوي، والنفاذ غير المباشر لحملات سابقة لأوانها.

ثالثا: ضرورة استحضار طبيعة العلاقة المتوترة التي تجمع حزب العدالة والتنمية ودولة الإمارات العربية المتحدة. علما أن هذه الدولة كانت دائما تناصب العداء للإخوان المسلمين بحكم أن ولاءهم ليس لأوطانهم بل للمرشد العام للإخوان المسلمين بمصر، حتى أنها سارعت إلى وضع تلك التنظيمات ضمن قائمة المجموعات الإرهابية.

رابعا: ليس بعيد عن الإطار العام الذي حرك الحدث الاستفزازي ليوم أول أمس الخميس، تعود الذاكرة إلى الضجة التي سبق وأن أيقظتها صورة المخزية للوزير البيجيدي عبد القادر اعمارة وهو يركع للملك الإسباني فيليب السادس، وبالتالي سعي الأصوليين بالمغرب إلى توظيف صورة حفل ولاية الرباط لصرف أنظار الرأي العام المغربي على فضيحة ركوع الوزير اعمارة لآل بوربون.