خلفت الخرجة الأخيرة لرئيس الحكومة المدافعة عن حق الوزراء في ركوب السيارات الفاخرة وازدراء السيارات الشعبية التي اعتبرها لا تليق بمقامهم وجلال قدرهم، ردود فعل متباينة من طرف المواطنين والمتتبعين.

وفي هذا الإطار توصلت "أنفاس بريس" من البدالي صافي، الدين رئيس المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام جهة مراكش تانسيفت، برسالة استنكار قوية ينتقد فيها موقف بنكيران نوردها بتصرف فيما يلي:

"ترددت كثيرا أن أعبر عن رأيي في مقولتكم المشهورة السيد الرئيس: شي ناس ... يركبو سيارة "المرسيدس" والوزير يركب "داسيا ". وبما أني أملك سيارة داسيا قررت أن أرد على سياستك هذه المرتبطة بوسائل نقل الوزراء. ذلك إني أملك سيارة من نوع "داسيا" من كدي وجهدي، ولما أركبها أشعر بالسعادة، لأنها توفر لي البساطة وراحة النفس والضمير معا، ولأن أصلها شيوعي، لأن نشأت في رومانيا أيام عز دولة رومانيا، قبل الانقلاب الصهيوني عليها، لأنها كانت من الدول المناهضة للامبريالية ومن الدول المناصرة للقضية الفلسطينية.

السيد الرئيس إن الذين قاموا بالانقلاب على شرعية الدولة الرومانية هم  من عملاء الإمبريالية، وهم الذين  باعوا الاختراع لشركة رونو الفرنسية. بحيث إن سيارة داسيا بعدما اشترتها فرنسا أنقذت آلاف العمال الذين سبق أن سرحتهم شركة رونو في Sévre بباريس، وهي السيارة التي أعادت الروح للاقتصاد الفرنسي وأنقدت آلاف العاطلين عن العمل في مجموعة من الدول بعد هبوط مبيعات رونو. إنها سيارة بشكلها وببساطتها ألهمت الطبقة المتوسطة حتى أصبحت ذات شعبية خارقة".

وأضاف البدالي مخاطبا بن كيران: "إن كنت تريد لوزرائك المرسيدس فإني أكرهها لأن الذين يركبونها يعيشون من أموال الشعب، ولأنهم في حملاتهم الانتخابية دخلوا الأحياء على متن سيارة داسيا مدعيين البساطة والمسكنة، لكنهم حينما أصبحوا وزراء استعملوا  السيارات الممتازة التي يركبها ناهبو المال العام ورموز الفساد وأباطرة الحشيش والمخدرات، والمتاجرون في أعراض الناس وفي لحوم البشر. أكره تلك السيارات التي تقتنيها لوزرائك لأني أشم رائحة دماء الأبرياء وأنين الفقراء خلف زجا جها الرمادي".

 واستطرد البدالي معاتبا بنكيران  قائلا: "تظاهرت للناس بأنك مؤمن والمؤمن لا يحب الإسراف لأن الله لا يحب المسرفين. وتظاهرت بالتقوى ومن شيم المتقين محاربة الفساد والربا لأن الله  يمحق الربا و يربي الصدقات، وأنت أغرقت البلاد بقروض كلها ربا بدل أن تحارب الفساد ونهب المال العام وتعيد إلى الخزينة الأموال المنهوبة والمهربة.!؟ السيد الوزير، إن السيارات التي تريدها للوزراء هي رشوة مبطنة حتى لا تنكسر جرة التوافق الحكومي على حساب انكسار حياة الأمة". 

وختم رئيس المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال معلنا لبنكيران "إني أحب داسيا و أكره المرسيدس التي يستعملها وزراؤك".