الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

القضية الفلسطينية ستعود قريبا إلى بداياتها قبل أوسلو

القضية الفلسطينية ستعود قريبا إلى بداياتها قبل أوسلو

بالرغم من أن اتفاقات منظمة التحرير الفلسطينية وبعدها السلطة مع "إسرائيل" تحت يافطة اتفاقية أوسلو وما سبقها من تحضيرات كانت تعرف عدة سلبيات لفائدة "إسرائيل" ولفائدة أمريكا التي كانت تخطط لأن تدور أي سلطة أو كيان أو دويلة في فلك الاستراتيجية الاقليمية الامريكية، فقد زادت إسرائيل من "عصرها" للسلطة الفلسطينية في كافة المجالات، حتى تفقدها أي قدرة على الصمود النضالي كي لا تواصل حتى العمل على الضغط لتنفيذ اتفاقية أوسلو على علاتها.

وقد جاء قرار ترامب وقرارات إسرائيل الأخيرة كي تخلق شروطا جديدة تدفع القيادة الفلسطينية إلى طريق واحد لا محيد عنه، وهو العودة إلى ما قبل أوسلو في شروط مواتية للشعب الفلسطيني، على عكس الشروط التي كان يعيشها آنذاك، وخاصة منها ما يتعلق بتماسك الشعب وتطور قدراته النضالية السياسية في الداخل وليس في الخارج، كما كان عليه الأمر بالرغم من منع كل المؤسسات التي كانت قائمة في القدس من طرف المحتل من الاطلاع على جدول الأعمال للمجلس المركزي ومن تصريحات بعض القادة، ولو أنها تلميحية فقط، يتبين أن الأمور ستسير في اتجاه إعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، ومعنى هذا إذا ما أردناها أن نصرفها سياسيا، وبناء على مستجدات الصراع مع إسرائيل ومع أمريكا محليا وإقليميا ودوليا:

1- مراجعة كل الاتفاقات بين الفلسطينيين وإسرائيل لتكون اتفاقات بين دولتين، لأن اتفاقية أسلو لا تعترف فيها "إسرائيل" إلا بمنظمة التحرير، وهذه الأخيرة حركة تحرير.

2- الاعتراف بـ "اسرائيل" سيتوقف إلى حين حصول الاعتراف المتبادل بين دولتين.

3- التنسيق الأمني سيتوقف إلى حين حصول تنسيق بين دولتين.

4- إبقاء حدود الدولة الفلسطينية غامضة إلى حين إرساء الحدود بين الدولتين، وهناك تيار فلسطيني يقول بضرورة الإعلان من البداية أن الحدود هي على الأراضي المحتلة في 1967 يمكن من الخروج بحل وسط يتيح هامشا من المناورة للدولة الفلسطينية.

5- بناء مؤسسات الدولة بما فيها حكومة على أساس أنها دولة تحت الاحتلال، مع الاستعداد لكل ما سينجم عن هذا من ردود فعل "إسرائيل" بما فيه اعتقال الحكومة واعلان حكومة في المنفى.

6- التوجه إلى العالم وإلى المنظمات الدولية من منطلق دولة.

من الأكيد أن ما بعد المجلس المركزي سيخلق شروطا جديدة في حياة الشعب الفلسطيني عنوانها الكبير هو صراع شرس سياسي وديبلوماسي مع "إسرائيل" وأمريكا.. ومن الجلي أن هذا الصراع سيرافقه فلسطينيا هبة سياسية شعبية ستتوقف طبيعتها ونموها وتشعباتها عربيا وإقليميا على طبيعة ردود الفعل الإسرائيلية.