Sunday 4 May 2025
مجتمع

اليوسفيون يتنفسون الصعداء ويتمسكون بمناخ بيئي متوازن داخل مدينتهم

اليوسفيون يتنفسون الصعداء ويتمسكون بمناخ بيئي متوازن داخل مدينتهم

"هل سننتظر رسالة ملكية أخرى حول النظافة لاستنفار مؤسساتنا الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والمنتخبة لمحو آثار مخلفات اجتياح الأزبال والقمامة والروائح الكريهة لكل فضاءات المدينة التي كانت تسمى سابقا بباريس الكنتور، جراء موت الضمير المهني والإخلال بالالتزامات والعقود المبرمة ودفاتر التحملات المنجزة بين شركات التدبير المفوض والمجالس المنتخبة؟".

بهذا السؤال وقف ( مصطفى / ج ) أحد الفعاليات على المستوى المتدني للخدمات البيئية بمدينة اليوسفية، مسترجعا شريط الأحداث والوقفات والاحتجاجات لعموم الساكنة لإسماع صوتها والاستغاثة لوقف زحف النفايات وما يستتبعها من أضرار صحية وبيئية وانعكاساتها على سلامة وأمن المواطن منذ سنتين على الأقل، وأضاف مصرحا لـ "أنفاس بريس" بأن "العاصفة قد هدأت بعد تسونامي الاحتجاجات والمسيرات التي وقفت في وجه من خطط لتوقيف وطرد وتغيير عمال وأعوان النظافة "، واستغرب  لـ"تطور الأحداث ميدانيا بعد المواجهات بين بعض العناصر القادمة من خارج المدينة وعمال النظافة باليوسفية، والتي كادت أن تتحول إلى حرب وقودها عمال وأعوان النظافة وعائلاتهم وأسرهم التي لا تطالب سوى بإرجاع أبنائها للعمل بالشركة التي فازت بصفقة التدبير المفوض للنفايات".

ترجيح كفة العقل والحكمة مؤخرا بعد الأحداث الأخيرة صب في اتجاه مطالب ذات العمال المنضويين تحت لواء الفيديرالية الديمقراطية للشغل، والتي قادت حوارا بين كل الأطراف حيث أصدرت بيانا في الموضوع تؤكد من خلاله الاتفاق على "عودة جميع عمال وأعوان النظافة دون شرط أو قيد باستثناء ستة (06) عمال إلى حين نهاية شهر ماي الجاري، فضلا عن تغيير بنود العقد بشكل يضمن حقوق العمال". هذا الفعل التواصلي الحضاري مع المسؤولين المحليين وشركة "أوزون" أثمر نتائج مهمة فعلا انعكست بشكل إيجابي منذ أمس الثلاثاء 17 ماي على مدينة الفوسفاط، حيث شمر العمال على سواعدهم واستنفرت ذات الشركة كل إمكانياتها اللوجيستيكية وشنت حملة واسعة النطاق لكنس وجمع وتحميل ونقل مختلف الأزبال والنفايات إلى مثواها الأخير.

 هذا وأصدرت شركة "أوزون" بلاغا للرأي العام تلتزم من خلاله بـ "احترام إدماج العمال السابقين من أبناء اليوسفية كما هو منصوص عليه في دفتر التحملات، والاحتفاظ بمكتسباتهم السابقة المرتبطة بالتأمين عن حوادث الشغل والأمراض المهنية و الضمان الاجتماعي، علاوة على مسألة المرافقة والتكوين المستمر، وتوفير شروط السلامة، والآليات العصرية ولباس العمل الموحد".

وصباح اليوم الأربعاء 18 ماي تابع "أنفاس بريس" عمل الشركة بمجموعة من النقط السوداء واستمع للعديد من التصريحات للساكنة التي تنفست الصعداء بعد تحرك أسطول النظافة وعماله، حيث أجمعت كل الإفادات على أن هناك تغييرا ملموسا على مستوى جمع النفايات والأزبال، وطالبت ذات الأصوات بتعميم الخدمة البيئية على الأحياء الهامشية التي مازالت غارقة في القاذورات والروائح الكريهة نتيجة تراكمها بالقرب من العديد من المؤسسات التعليمة ومنازل المواطنين والأزقة.

 وفي نفس السياق صرح فاعل جمعوي لـ "أنفاس بريس" قائلا "يجب على شركة أوزون أن تتحمل مسئولياتها وتعاقداتها مع كل الأطراف وأن تعزز أسطولها بآليات جديدة، وتعمل على الواجهة التأطيرية والتحسيسية بأهمية المحافظة على البيئية ووضع برنامج لعملية التشجير في الأماكن المحتاجة لذلك، وتسطير برامج وأنشطة تثقيفية وتوعوية بشراكة مع الجمعيات المهتمة بالمجال البيئي ، وتخصيص جائزة لأحسن حي بيئي في أفق انخراط الجميع في رد الاعتبار لمدينة متوسطة تعاني الكثير على المستوى البيئي".

ومن بين المطالب الملحة التي أجمعت حولها ساكنة المدينة هي ضرورة تسريع إخراج مشروع مطرح النفايات الذي كان موضوع شراكة بين المجمع الشريف للفوسفاط والمندوبية الجهوية للبيئة وعمالة اليوسفية والمجالس المنتخبة منذ سنوات، والذي وفر له قطاع الفوسفاط وعاءه العقاري في انتظار الحسم في متطلباته وشروطه بمواصفات بيئية متقدمة.