إذا كان الإرهاب مجرَّما ومنبوذا على الصعيد الدولي، فإن بعض الحركات الانفصالية والسياسية وكذا بعض الأنظمة تستعمله في تهديد أنظمة سياسية أخرى. هكذا نفهم أن الحركات الإرهابية وإن كانت بعض النفوس البسيطة تغذيها وتنميها فإن هناك من يغذيها وينميها من أنظمة سياسية وحكومات. في هذا الاتجاه ارتأت المنظمة الدولية "حنا واحد " الكائن مقرها بمدينة سيدي بنور وبتنسيق مع" الائتلاف المدني لجهة بني ملال خنيفرة" و"المنظمة الوطنية الأمازيغية من أجل الصداقة والتعاون مع شعوب البحر الأبيض المتوسط" تنظيم مناظرة دولية في موضوع الإرهاب الدولي أسبابه أشكاله استعماله، طرق اقتناص ضحاياه، تهديده للأمن واستقرار الشعوب، وذلك يوم 21 ماي 2016 بمقر المكتبة الوطنية بالرباط.
وجاء في تقديم "مشروع" المناظرة التي هيأتها منظمة "حنا واحد" الذي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه، بأنه إذا كان الإرهاب يعتبر ظاهرة العصر فإنه لا يمكن اعتبار ظهوره من باب -الصدفة - بل تكمن وراء ظهوره أسباب سياسية ، دينية ، اجتماعية وعرقية وإثنية، حيث ظهر الإرهاب فكرا وظهرت معه حركات متطرفة دينية تقوم بتصريفه ميدانيا مما أدى إلى عدم استقرار الشعوب. كما أن امتداده وعدم تحكم الأنظمة والحكومات في انتشاره ساهم في زعزعة أمن الشعوب وانتشار ظاهرة الخوف والفزع بين المواطنين، وأصبح كابوسا لا زمن ولا مكان له يهدد امن وسلامة المواطنين، ويغذي امتداده الحركات الإنفصالية. و إذا كان لظهور الإرهاب أسباب مختلفة إلا أن الأسباب الدينية تبقى هي الوازع الأكبر في ظهور حركات جد متطرفة تبرر أفعالها الإرهابية باسم الدين، وبات الإرهاب في نهاية المطاف ظاهرة نفسية تستدعي حملات وطنية ودولية يتقاطع فيها الجانب العلاج النفسي والعلاج التربوي.
وتطرقت الورقة من جهة أخرى إلى أهداف الجمعيات المنظمة لهذه المناظرة الدولية، وذكرت من بينها تفسير ورفع الستار عن العناصر النفسية والاجتماعية والسياسية التي تستعملها الحركات الإرهابية في كسب أنظار أنصارها مؤيديها وموقف الديانات السماوية من الإرهاب وقتل الأبرياء ونشر الفزع والخوف في نفوس الأشخاص، وكذلك الطرق الغير الشرعية التي تمول بها الحركات الإرهابية أفعالها وخططها وتهجمها على أمن الأشخاص والأفراد. وعلاقة بعض الحركات الانفصالية والسياسية بالحركات الإرهابية.
كما أشارت الورقة إلى أن الجمعيات المنظمة تهدف أيضا من خلال تنظيمها لهذه المناظرة الدولية بمشاركة فعاليات فكرية حقوقية وسياسية ومدنية وإعلامية إلى صياغة مجموعة من التوصيات توجه إلى هيئات الأمم المتحدة والجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية والهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالرباط والصحافة الوطنية.