Sunday 4 May 2025
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: هذا "الرجل" ليس من أهلنا.. إنه "عمل غير صالح"!!

محمد عزيز الوكيلي: هذا "الرجل" ليس من أهلنا.. إنه "عمل غير صالح"!! محمد عزيز الوكيلي
عندما تطرقتُ لهرطقات الأبله عبد الإله بنكيران والطفيليات التي يُمثّلها، والتي أشبعته تصفيقا وهتافا وتزميراً وهو يصف المغاربة ب"الحمير" و"الكلاب"، لمجرد وضعهم قضيتنا الأولى والمصيرية في مقدمة قائمة الانشغالات والأولويات، كنتُ مضطرّاً إلى ممارسة ضغطٍ ذاتيٍّ خانقٍ على الفكر، وعلى القلم، حتى لا أجاري ذلك "الرجل" في تُرّهاته، وحتى لا أقترب أكثر من بِرَكِ وَحْلِهِ وعَطانته، ولذلك اكتفيتُ بوصف تخاريفه "بالفذلكات"، ربما لأنني لم أنصِت جيدا إليه وهو يسبنا ويشتم آباءنا وأمهاتنا، عندما وصفنا ب"الحمير" و"الكلاب"، و"الحمير" و"الكلاب"، كما يعلم ذلك "الرجل"، ليست سوى ثمرةٍ لتزاوج "الحمير" و"الكلاب" ذكورا وإناثاً وبالتالي، "فالرجل" أصاب بلسانه السليط والوقح آباءَنا وأمهاتِنا سواء قَصَدَ إلى ذلك أو لم يَقْصِد!!

والآن، وبعدما اضطرني صُراخه المُنْكِر والكريه للعودة إلى كلمته الأخيرة لأشنّف بها سمعي المتواضع، ما الذي يسعني أن أختارَه من فنون الضرب والجرح، الكلاميَيْن بطبيعة الحال، لولا أنني شخصيا لو كنتُ قد حضرتُ قفزاتِه الكلامية البذيئة لكنتُ انفجرتُ في وجهه أمام الملأ، قائلا بكل بديهيات الواقع الملموس الذي لا يرتفع: "أنت لست مِن أهلنا"، لأنك كالفتى ابن النبي نوح، مجرد "عمل غير صالح" ألقت به سخرية القدَر بين صفوفنا، فاعتبرناه بفطرتنا الطبيعية والمعروفة بين الأمم والثقافات واحداً منا... ولكن واقعك، الآن، كذّب ظننا فيك، وجعلنا ولو بعد طول تَلَكُّؤ ننتبه إلى أنك لا تُمِتّ لنا بأدنى صلة!!

إنّ الانتماء للوطن والمواطنين، يا "رجل"، يظل على الدوام رهيناً بمشاركتهما همومهما وتطلعاتهما، وحمل مشاعل قضاياهما الحيوية، وجعل هذه القضايا فوق كل اعتبار... ولكنك، يا هذا "الرجل"، لديك اعتباراتٌ أخرى، وحساباتٌ أخرى، وأسبقياتٌ أخرى مُغايِرةٌ لكل ما لدينا نحن أبناء هذا الوطن الأبرار، الذين لا يرَوْن الآخرين من أصدقاء وشركاء ومتعاملين ومتعاونين ومخاطِبين، وحتى من الأشقّاءً، إلا بمنظار مصلحة الوطن، كما أصّل لذلك ونظّر له جلالة الملك، الذي أثبت، كما في كل مرةٍٍ وفي جميع المرّات، أنه يُنصت فعلاً وصِدقاً إلى نبضات قلوبنا وأفئدتنا!!

وهكذا، تبيّن لنا بعد طول غفوة صدّقنا فيها أكاذيبك وأكاذيب حزبك، الانتخابية، أنك لست من لحمنا ودمنا، وإنما من فصيلة أخرى أستنكِفُ شخصياً من تَسميتِها، تتنفس الكذب، والنفاق، والمداهنة، والمراوغة... وأحمد الله الآن، ومعي بني وطني الأحرار، على افتضاحِ أمرك أكثر فأكثر، وظهورِك على حقيقتك أكثر فأكثر، وإن كانت السنوات العشر العجاف التي قضيتَها مُتبختِراً بين مؤسساتنا التنفيذية قد قدّمت لنا الدليل على سوء تدبيرك وحِربائيتك، ولكن رحمة الله شاءت أن تتيح لنا، اليوم بالذات، فرصة الوقوف عن كثب على حقيقتك الإبليسية!!

ثم ماذا بعد وصفك لنا، وبطبيعة الحال لأمهاتنا وآبائنا بتحصيل الحاصل، ب"الحمير" و"الكلاب"؟!

ماذا تنتظر الآن منا وقد وقعَتْ فأسُ فساد طَوِيَّتِك في الرأس، حتى لم نعد نجد ما نبرر به تَجاوُزَنا عن نِفاقك وكَذِبِك وعَدائِك وعُدوانِيَتِك، وعن لسانك السليط الذي يفضح سريرتك ويُوَثّق بالصوت والصورة لِسُوءِ جَريرتك؟!

ماذا تنتظر منا غيرَ رَجْمِك ونَفْيِك نفياً مُبرحاً بعيداً عنا وعن فضاءاتنا الواقعية والافتراضية (الرجم هنا بالمعنى القرآني الدالّ على النبذ والاستبعاد وليس الرجم بالحجارة) وغيرَ لَفْظِنا لك كما تَلفُظُ "الحمير" و"الكلاب" فَضَلاتِها الكريهةَ شكلاً ورائحةً في العراء وأمام الملأ؟!

ماذا تنتظر غير تشييعِنا لك إلى مطرح "قمامة التاريخ السياسي" لوطن لم ير من أمثالك إلا القليلين، إلى درجة النُّدرة، أمثال "البغدادي"، و"الكلاوي"، و"أوفقير"، و"مصطفى ثابت"... وكل هؤلاء "ليسوا من أهلنا"، ولم يكونوا قطّ منّا إلا بالاسم والرسم، وأما في واقع الحال فقد كانوا "عملاً غيرَ صالح"!!

فطوبَى لك من الآن فصاعداً بالانتماء إلى هؤلاء، وإلى خانة "العمل غير الصالح"... فأنعم بصحبتهم فقد أصبحت فعلا واحدا منهم بكل المعايير التي يُقاسُ بها الانتماءُ للأوطان، ويُقاس بها حُبُّ الأوطان!!!


محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي متقاعد.