الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

البلعمشي: دعم دول الخليج للطرح المغربي فيما يخص قضية الصحراء أكبر انتصار للمغرب ضد خصومه

البلعمشي: دعم دول الخليج للطرح المغربي فيما يخص قضية الصحراء أكبر انتصار للمغرب ضد خصومه

تميز الحدث الذي شهدته الرياض عاصمة المملكة السعودية خلال هذا الأسبوع بخطاب قوي ومباشر ألقاه الملك محمد السادس أثناء القمة التي جمعت دول التعاون الخليجي مع المغرب، حيث وضع الخطاب أصبعه على مكامن الخلل في سياق إقليمي ودولي مضطرب أمام تحديات الإرهاب وإذكاء الصراعات ونزعات الانفصال التي تقف وراءها قوى عالمية تسعى إلى زعزعة استقرار الدول الآمنة. "أنفاس بريس" اتصلت عبد الفتاح البلعمشي، باحث وأستاذ بجامعة الفاضي عياض بمراكش، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، وأدلى بقراءة بصدد هذا الموضوع:

"القمة الخليجية المغربية التي انعقدت مؤخرا، كما أشار إلى ذلك بلاغ للديوان الملكي، هي قمة غير مسبوقة، لأنه لأول مرة يجتمع الملك مع قادة الدول الخليجي. وهذا الحدث في حد ذاته هو تطوير لعلاقة المغرب مع هذه الدول لأن محور الخليج يعتبر من محاور العلاقات الدولية للمغرب الثابت والمستقر. ونحن نعرف قيمة المساعدات والمنح المقدمة من دول الخليج للمغرب في دعم مجموعة من المشاريع المختلفة، علاوة على وجود ما يمكن تسميته بالعلاقات التقليدية الكلاسيكية.

ولكن السؤال اليوم هو: ما هو الجديد في هذه العلاقة؟ أعتقد  أن الجديد اليوم يكمن في المواقف الأخيرة التي عبر عنها المغرب تجاه دول الخليج، وبالخصوص تجاه المملكة العريية السعودية، والتحول الذي عرفته السياسة الخارجية لهذه الدولة مع مجيء الملك سلمان بن عبد العزيز، واصطفاف المغرب في اتجاه مواجهة بعض القوى الإقليمية التي تحاول أن تخترق بعض المجالات والفضاءات التي تنتعش فيها دول الخليج، دون إغفال "الربيع العربي" وما أفرزه من تداعيات في المنطقة. وهذا ما يجعل "الجديد" يأتي كشراكة بديل للعمل العربي المشترك والتضامني الذي يعرف أزمة خانقة. ونعلم أن المغرب أجل، أو بالأحرى، رفض استقبال القمة العربية، وبالتالي فالأقطاب داخل المجموعة العربية أو داخل جامعة الدول العربية بدأت تشكل اصطفافات جديدة وتحالفات جديدة في غياب التضامن العريي المشترك المفروض فيه أن يكون العنوان الأبرز للتعاون البيني للدول العربية. ومن جهة أخرى فالدول العربية، خصوصا بعد الربيع العربي لم تتفق على اتجاه واحد.. وهو ما يفسر بدء التخبط الدولي في المنطقة. وبدأت القوى الإقليمية تخترق، كما قلت، في مجالات معينة.. وبدأ تيار تقوده العربية السعودية الذي يرفض رفضا مطلقا وباتا هذا الاختراق الإيراني الشيعي في الإقليم العربي. كما أن هنالك تيار آخر أيضا في نفس جامعة الدول العربية يمثل امتدادا لأفكار مختلفة سواء بالنسبة للقضية السورية والقضية العراقية والموقف من حزب الله ومن القضية اليمنية.. وهذا التقاطب خلق لنا نوعا من التوجه نحو بعض الأنانيات لبعض القادة العرب، والتي كان مرجعها الأساسي أناني أكثر منه استراتيجي.. يعني توجه أناني لبعض القادة، أو إذا صح القول التجاوب مع قوى معينة معادية للحلف الذي تشكل بين المغرب والأردن ودول الخليج العربي.

إذن أعتبر أن هذه القمة هي فيها مصلحة للمغرب لأنه أولا لم يحصل من قبل أن كان الخطاب والموقف الخليجي واضحا بالوضوح الذي كان عليه في القمة الأخيرة حول قضية الصحراء، في الوقت الذي تعيش فيه هذه القضية منعطفا حاسما بعد الأحداث التي وقعت. وثانيا أن هنالك تقارير إعلامية تتحدث عن مضاعفة الاستثمارات الخليجية في المغرب لمصلحة مشتركة بطبيعة الحال لأن المغرب هو نقطة التماس الحضاري تجاه أوروبا بتموقع جغرافي جيد وبيئة صالحة ملائمة للاستثمار ونوع من الاستقرار والثبات في الوضع السياسي. ثم ثالثا على مستوى المنافسة، حيث إذا قلنا بأن علاقة المغرب بدول الخليج أسست شراكة بديل لأزمة جامعة الدول العربية، فهي شراكة تعتبر أيضا بالنسبة للمغرب كبديل للاتحاد المغاربي في هذه المرحلة على الأقل. امام الجفاء في العلاقات المغربية الجزائرية، وهذا الوضع يمكن اعتباره من جانب آخر انتصارا للمغرب ونقطة كبيرة سجلها المغرب على معاكسة الجزائر لطرحه الوطني، لأنه ليس سهلا أن تكون دول إقليمية من حجم دول الخليج داعمة بكل وضوح وبشكل مباشر للطرح المغربي في حل قضية الصحراء أمام وضد الموقف النقيض والمعاكس للمغرب من طرف الجزائر".