الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

بعد بيروت وبغداد ودمشق: إيران تعلن اليمن إقليما فارسيا !

بعد بيروت وبغداد ودمشق: إيران تعلن اليمن إقليما فارسيا ! الرئيس الإيراني حسن روحاني

بمقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، يوم الاثنين الماضي، تكون اليمن قد دخلت مرحلة جديدة، لعل من أكبر عناوينها نجاح إيران عبر أنصار الله الحوثيين (ذارعها المحلي في الخليج) في احتلال اليمن، ومن خلاله النجاح في امتلاك أرض قدم في منطقة استراتيجية بالغة الحساسية.                             

 إن ما يعطي القوة لتلك المنطقة ليس فقط تماسها المباشر مع بلدان العالم العربي، ودول الخليج تحديدا حيث يمتد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية على مسافة ألفي كيلومتر. ولكن كذلك الصراع التاريخي حول باب المندب باعتباره أحد أهم المنافذ المائية في العالم، وأحد أكبر معابر تجارة النفط الرابطة بين شرق العالم وغربه. أما الوجه المذهبي المباشر للصراع في المنطقة فيتمثل في وصول الشيعة إلى عدن وصنعاء، بل إلى تقلد زمام الحكم هناك ليتعزز النفوذ الإيراني بعد أن تمكن من احتلال  جزء من لبنان عبر حزب الله  الذي يكون دويلة داخل الدولة، والذي يعلن جهارا ولاءه لولاية الفقيه، ويتحرك بناء على ذلك في كل المحيط الإقليمي. وبعد أن نجح الإيرانيون في أن يستفردوا بالنفوذ في العراق بعد انسحاب الأمريكيين، وأن تكون لهم كيانات في كل من البحرين والكويت والسعودية. وبذلك يتمدد الهلال الشيعي ليصبح نصف دائرة تمتد من اليمن إلى لبنان.

 ما يعزز الحضور الإيراني في المنطقة كذلك محافظة طهران على إقامة علاقات متوازنة مع سلطنة عمان حيث تجمع بين البلدين عدد من اتفاقيات التعاون المشترك اقتصاديا وتجاريا. وقد انضاف إلى كل هذه المعطيات قرار مقاطعة قطر من طرف دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر ما دفعها إلى الارتماء في الحضن الإيراني عبر مضاعفة المبادلات التجارية.

لكل هذه الاعتبارات اعتبرنا أن اليمن صار منخرطا بقوة في الزمن الإيراني، حيث دخله من أوسع الأبواب. وهو ما يضاعف مسؤوليات ومهام التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية منذ مارس 2015، كما من شأن ذلك أن يجعل المواجهة مباشرة بين إيران والخليجيين، والعرب أجمعين. فهل يستطيع العالم العربي أن يرفع التحدي بعد ما طال كياناته من تمزق، خاصة إثر تفاعلات ما يسمى "الربيع العربي"، وما يشوب الجامعة العربية من ترهل؟