الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد أجغوغ :قراءة في تلويحات الخطاب السياسي والمفكر حسن أوريد

محمد أجغوغ :قراءة في تلويحات الخطاب السياسي والمفكر حسن أوريد

أصبح الخطاب السياسي والتحليل الموضوعي لاأبجديات الفعل والمشهد السياسيين اللذين يلوكهما الرجل لوكا، وكذا نظرته الثاقبة لمستقبل البلاد والعباد، موضوع جدال ونقاش عميقين لدى كبار وصغار صناع القرار السياسي في المغرب الحديث، الذكاء والحس السياسيان اللذان يتمتع بهما الرجل يعطيان معا كثيرا من الصدق لما يلوح إليه مستقبلا. وإذا نظرنا فيه رجل كر وليس رجل فر فسنكون عملنا ما يمكن عمله من خشية الرجل وهو يتنبأ لمشهد سياسي مستقبلي عالم. إن المقومات وعناصر التحليل التي يعتمدها السياسي والمفكر السيد حسن أوريد وحسن الإصغاء الذي يتمتع به من جميع الفاعلين في المشهد السياسي المغربي من جهة، واهتمامه مع خوفه في آن واحد، مما قد يتطور إليه المشهد السياسي المغربي مستقبلا، وما قد يؤدي إليه من نتائج قد لا يرضاها الجميع يجعلنا نغوص ونسبح عميقا في فك ألغاز الخطاب السياسي الذي يفصح عنه هذا الرجل. من الصعب جدا أن يفهم المرء مراد الرجل وما يلوح إليه، لكن إدا انتبهنا جيدا إلى لسان السياسي حسن أوريد وما يخرج من بين شفتيه من كلام وقلبه ينبض عشق وحب ازدهار واستقرار البلاد قد نفهم أولا أن شيئا ما قد يحدث مستقبلا وقد يسيء للجميع وهنا يمكن أن أتكلم عن خوف الرجل، كما يمكن أن نفهم أن الرجل يحمل فيه صدره شيئا ما يمكن أن نعرج به مسار المشهد السياسي من الصدمة السياسية التي يمكن أن تقع، قولي هذا يعني أن هناك نبتة ما تنبت وهي مصدر هذه الصدمة السياسية، وتفادي الخطر يدعو إلى القيام بشيء وعمل ما. إن مفهوم الرجل للأمة والحداثة ومنطق التحالف النفعي والمربح للدولة الذي يروج له في عدة مناسبات بدلا من المفهوم التقليدي للأمة والحداثة ومنطق التحالف الذي يعتمد عنصر الدين واللغة والعرق........ التي تجد فيه جميع عناصر الحداثة صدرا رحبا لها مجتمعة لا مشتتة بين جميع الحركات السياسية الأمازيغية منها واليسارية وكذا الدولة والبورجوازية. يقول السياسي السيد حسن أوريد إن التشتت الذي حصل لجميع عناصر الحداثة لدى جميع الأطراف المذكورة ساهم بشكل كبير في تقوية الطرف الآخر، وهو يقصد بذلك الاتجاه المحافظ، وكلما زادت الأطراف المذكورة تشتتا كلما زاد الطرف المحافظ قوة، من هنا ننطلق من جديد إلى فهم ماهية الخطاب السياسي الذي يحمله الرجل.يرى المفكر والباحث السيد حسن أوريد أن ضرورة إيجاد إطار فكري جديد أو تنظيم فكري جديد أصبح من الأولويات. إطار فكري جديد قادر أن يجمع بين الأطراف المشتتة والغاية هي حماية عناصر الحداثة، هكذا يمكن أن نتمكن من إضعاف الاتجاه المحافظ. يعتبر السياسي السيد أوريد أن الاختلاف وارد لكن الاحترام والحوار ضروريان، هكذا يرى الرجل أن التعامل والتعاون مع الأطراف المشتتة بدلا من العراك والحقد والكراهية أصبح ضروريا، يقول الرجل إذا كانت هناك إطارات حداثية، فليس من مصلحتها فقط أن تتحد بل من واجبها أن تتحد. والغاية يراها الرجل هي أن تكون دولة متقدمة على غرار الدول الأخرى في الضفة الأخرى للمتوسط، يرى الرجل أن لدينا جميع المؤهلات لنصبح دولة متقدمة، طبيعة شعبنا السمحاء،حضارتنا، ثقافتنا، ثوابتنا.......
يرى الرجل أن جميع المتغيرات السياسية الوطنية والإقليمية والدولية تدفعنا لأن نفكر في إطار فكري جديد،إطار فكري جدي يدفعنا إلى التحديث. وإذا استحضرنا كلام الرجل ووصفه لجميع الأحزاب التي تفرعت عن الحركة الوطنية ومشاريعها السياسية التي انتهت صلاحيتها،واصفا إياها بمثابة سلعة انتهت صلاحية استهلاكها،فهدا يعني وفقا لتحليل كلام السياسي حسن أوريد أن ضرورة خلق إطار فكري جديد أصبح ضرورة.إذا أعلن المفكر والسياسي حسن أوريد عن انتهاء صلاحية بعض الأحزاب، وبالتالي موتها، فإنه يعي جيدا أن الطرف المحافظ أو الاتجاه المحافظ أصبح قوة سياسية، وقوتها تزيد يوما عن يوم، وهو يقدر انتهاء صلاحيتها في ربع قرن، مما يعني إقبارا لجميع عناصر الحداثة. هنا نقف بتمعن كبير عند تخوفات الرجل، وخاصة أنه يرى أن هذا الاتجاه المحافظ غير مقبول إقليميا ودوليا. كما يظهر الرجل تخوفه من أضرار هده القوة السياسية المتنامية التي يمكن كذلك أن تشل من حركية تقدم البلاد،بل يرى مساسا باستقرار البلاد والعباد،من جهة أخرى يعتبر السياسي السيد حسن أوريد أن روح فكرة تأسيس البام فكرة أحبها، لكن أكره طريقة تصريفها،لكنه يرى نفسه أن لا مشكلة له مع حزب البام، بل يذهب بعيدا ويعتبر البام هي القوة السياسية الممكن التحالف معها مستقبلا في إطار التنظيم الفكري الجديد.