الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

ياسين أحجام يفتح جرح سنوات الرصاص بمسرح محمد الخامس

ياسين أحجام يفتح جرح سنوات الرصاص بمسرح محمد الخامس

تمكن العرض المسرحي الموسوم بـ"العَريس"، الذي تم تقديمه، مساء أمس الثلاثاء، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، من جَمْع ثلة من الفَاعلين في الساحة الفكرية المغربية رغم اختلاف وجهات نظرهم، حيث تابع باهتمام كل من عبد الرحيم  الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وصلاح الوديع (صاحب النص)، وأحمد عصيد، وعبد الغني أبو العزم، وآخرون من عالم الأدب والفكر والسياسة، فُصُول العرض المَسْرَحي الذي أخرجه الفنان ياسين أحجام، عن عمل أدبي يحمل نفس العنوان، يَحْكي تجربة مَريرة لمُعتقل سياسي قضى سنوات وراء الجدران الباردة للمعتقلات السرية، حيث التعذيب النفسي والجسدي.

الفنان ياسين أحجام، من خلال هذا العمل المَسْرحي، يقدم رؤيته الفنية لحقبة تاريخية عاشتها بلادنا قبل سنوات قليلة، ورَغم طي صفحتها من طرف السياسيين، إلا أن الفنان ما يزال يعتبرها مادة خصبة للاشتغال عليها بأسلوب كافكوي، أوالسخرية السوداء التي هي  قمة الجدية بطبيعة  الحال، وهو عَمل يجد مكانه إلى جانب الأعمال  السينمائية والأدبية التي اشتغلت على نفس  الحقبة، غير أن ميزته هو أنه أخذ منها مسافة معقولة، وبذلك ابتعد  عن ديكتاورية اللحظة.

وطَبْعا بهذا  العمل  المسرحي، رغم رائحة السياسة التي تفوح منه، لم يمنعه من تقديم عرض  فني وفق المعايير التي يُؤمن بها بمهنته التي اختارها في الحياة وهي أنه فنان، إذ رغم الاختلاف الذي يظهر من خلال كتابات صلاح الوديع مع الهيئة السياسية التي يحمل ياسين أحجام انتدابا برلمانيا باسمها إلا أنه اشتغل على عمل اقتنع به، وأعاد له الحياة على الركح، وهي رسالة ذكية يَبْعثها هذا الفنان الشاب مفادها أن أن الانتداب البَرلماني باسم العدالة والتنمية لا يُصَادر حُرية الإبداع، لأن لكل مجال قََواعده وأصوله ولايمكن " تخلاط لعرارم" كما نَقُول في المثل الشعبي.

يفتح  العرض المسرحي "العريس"، جرح سنوات الرصاص، ويعاجلها  بطريقة ساخرة، لنضحك عليها، وبقدر ما نتألم لما عاشه جيل  بأكمله من مُعتقلين وعائلاتهم، بقدر ما  نبتعد عن تلك  السنوات المظلمة من أجل فتح نوافذ لنطل على المستقبل والتشبث بالمُصالحة بعد إنصاف الذين تعرضوا  لظلم مرير.