الأربعاء 22 مايو 2024
سياسة

بعثة الشؤون الإسلامية المغربية أسوء بعثة على مستوى الإهمال و"الحكرة" وتهميش حجاج المغرب

 
 
بعثة الشؤون الإسلامية المغربية أسوء بعثة على مستوى الإهمال و"الحكرة" وتهميش حجاج المغرب

بشاعة الوقائع بالديار المقدسة تجعلنا أمام موقف حازم لا بد من أن تتخذه الدولة المغربية أتجاه مواكب المعتمرين والحجاج المغاربة الذين يتوجهوا كل سنة للسعودية بعد أداء واجبات النقل والتنقل والإقامة والأكل والمشرب عبر مسار إداري شاق وجد مكلف ، فالأحداث المتتالية التي عرفتها الأراضي المقدسة " بشبه الجزيرة العربية "تساءل كل مسلم وكل حاكم وكل مسؤول عن حماية أرواح الحجيج وأمنهم الروحي والعقائدي وتضعه موضع المسئولية القانونية والدينية لأن خاتم الأنبياء والرسل وحد بين أفراد الأمة الإسلامية في كل بقاع العالم ووحد انتمائهم تحت راية الإسلام السمح . منذ فاجعة التدافع التي خلفت 769 قتيلا دون الحديث عن عدد المصابين والمصدومين من هول الكارثة تتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أعنف الصور الصادمة لتراكم وتكدس الجثث وكأن الأمر يتعلق بمعركة بين الأنصار والمهاجرين وأعيان قريش لحماية مراكزهم المالية وقوافلهم التجارية ، ورغم بعد المسافة استطاعت " أنفاس بريس " أن تنقل بعض الأجواء المحتقنة بين المسئولين والحجاج حيث كنا السباقين لنقل صور انطلاق المسيرات الغاضبة والاحتجاج أمام مقرات البعثة المغربية التي اعتبرتها مصادرنا " أسوء بعثة إسلامية تستقبلك بالروائح الكريهة وتراكم النفايات والأزبال " ، كيف لا وهي لبعثة الشؤون الإسلامية المغربية الملزمة بتوفير كل الخدمات الإنسانية والطبية والاجتماعية وحتى توفير الأكل والشرب والأدوية والتوجيه والتأطير والمرافقة وتدليل الصعاب أمام الحجاج للقيام بمشاعرهم الدينية في أحسن الشروط والظروف....يقول أحد الحجاج مؤكدا قوله " لقد أدينا كل مستحقات ذلك من عرق جبيننا رغم تكاليف الحج الباهضة " . أكدنا عبر موقع أنفاس بريس عن أرقام القتلى وانتظرنا منذ يوم الفاجعة نفي الخبر من طرف المسؤولين المغاربة أو تأكيده واطمئنان عائلات وأسر الحجاج المغاربة لكن دون جدوى وتأكدت أخبارنا بزيادة في العدد الذي نشرناه أمس بتحفظ شديد(90 قتيل)، طالما لمتصدر السلطات أي أرقام رسمية ....ونقلنا أجواء المسيرات والاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت للمطالبة بتوفير خدمات اجتماعية هي حقوق مشروعة لكل حاج وحاجة ....مصادرنا من عين المكان أكدت مساندة مسيرات الحجاج المغاربة من طرف جنسيات إسلامية أخرى تتقاسم نفس المعاناة والمأساة ...فقدان المرافقين والتيه والجوع والعطش وانعدام الأدوية وانتشار الأزبال وتراكمها وما خلفته من روائح كريهة يمكن أن تساهم في انتشار أمراض جلدية وأخرى تنفسية بل هناك من عبر عن تخوفه من داء الكوليرا نظر لهول التلوث البيئي . وقد نبهنا أحد العارفين بدواليب الحج والقائمين على شؤونه قائلا " الحجاج المغاربة عادة يتعرضون لكل أشكال العنف المادي واللفظي ... يعانون في صمت من الاهمال والظروف المزرية .. احتجاجاتهم تواجه دوما بتدخل السلطات السعودية .. المسؤولون المغاربة المرافقون يبحثون عن إرضاء اقرباء رؤسائهم وأصدقائهم والموصى بهم خيرا من الأهل والأقارب وووووو والكثير مما يقال في هذا الباب .. إذ أن علاقة الدولة بهم تنتهي بانتهاء تلاوةالبرقة الملكية على الفوج الأول منهم وصور عودتهم ..." وأضاف متأسفا وموضحا "كل التقارير الرسمية كاذبة خادعة .." حيث طرح بديلا من خلال إحداث مؤسسة محمد السادس للحج والعمرة .... واختيار التسمية يدخل في باب قضاء الحاجات المستعصية على الحكومة " وعن سؤال لمحاورنا قال "....الذي حدث في الأماكن المقدسة يستدعي فتح نقاش جدي حول تنظيم " عمليتي الحج والعمرة " ، إذ لايجب أن يتوقف الاهتمام عند حدود التعبير عن الأسى والحزن لفقدان مواطنين في ظرف مأساوي أو الإسراع بنشر اعدادهم ومنحدراتهم الجغرافية .. ونسيان الموضوع في غمرة الاستعداد لعودة الناجين منهم إلى الوطن وتهييئ ظروف استقبالهم ..يجب أن تبادر المؤسسة التشريعية إلى فتح هذا الملف لا لتحديد المسؤوليات في الذي حدث وإنما لاقتراح أشكال جديدة للتنظيم والتأطير والمرافقة والمراقبة والتكوين .. توفر للحجاج والمعتمرين ظروفا اكثر ملاءمة لأداء هذه الشعائر..( شعائر الحج والعمرة ) وليس للدولة عذر مادامت تستفيد خزينتها من مداخيل الحج والعمرة من خلال الخدمات المؤدى عنها مسبقا من طرف الحجاج من نقل وإيواء ....." وبخصوص مسئولية الدولة عن ظروف الحج وما تلاها من مشاكل تدخل في اختصاصاتها أكد مصدرنا أن " الدولة اول الرابحين ماديا من هذه العبادة التي توفر لشركة طيرانها المحتكرة لعملية النقل سيولة مالية مهمة تمكنها من تحقيق أرباح خيالية على حساب الراغبين في أداء هذا المنسك ( مقابل لا شيء ).. وإذا ما علمنا أن تكلفة الحج حسب وزير الأوقاف هي " 43900 درهم وتشمل ثمن تذكرة الطائرة ومصاريف السكن بـ"مكة المكرمة" و"المدينة المنورة" والنقل والخدمات المميزة بـ"منى" ونقل الأمتعة وتوفير حافلات إضافية "وأنهى حديثه ل " أنفاس بريس " قائلا " والمقابل الحقيقي بعيد عن لغة الرسميات هو الاهمال ثم الاهمال ثم الاهمال و" الحكرة " والتمييز" .