الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
فن وثقافة

هل تعلمون أن مؤخرة جينفر مؤمنة بـ 26 مليار أي ما يوازي التأمين على أسطول المغرب 8 مرات..؟

هل تعلمون أن مؤخرة جينفر مؤمنة بـ 26 مليار أي ما يوازي التأمين على أسطول المغرب 8 مرات..؟

عندما تداهمك النيران والحرائق، وعندما تحس أنك تغرق وتغرق، أو تشعر بوعكة صحية مفاجئة، أو يتعطل بك المصعد الكهربائي في منتصف الطريق، أو تجتاحك أهواء محملة بغازات سامة. ماذا تفعل، بعد أن تستحضر الله واليوم الآخر؟. إنك بدون شك لا تندم على منصب ضاع منك، أو تتأسف على بيت لم ترصع أرضيته بالزليج المذهب بدل "لاموزيك". وإنما تخنقك الحسرة على إغفالك تأمين حياتك عل ذلك يجعلك ترقد في سلام وذريتك لها ما يكفيها حتى لا تمد يدها استجداءا.

وهنا قد يسخر سائل عما إذا كان المغاربة يؤمنون على أملاكهم المادية، فبالأحرى عن حياتهم. أما مجرد التفكير في جزء من أعضائهم فتلك أقرب منها دخول إبليس للجنة.

وحتى نبقى في ما هو كائن، تظل السيارات في الاقتناع الجبري للكثير وليس جهلا، هي كل ما يستوجب أو بالأحرى يستحق التأمين عليه، في تجاوز للدافع الحقيقي المتمثل في اجتناب "حصلة بوليسي" هنا أو هناك. لذلك، نجد المرء يهضم قواعد الدورة الاستهلاكية بفطرته المجبولة على "تزيار السمطة" لغاية توفير معدل ال1500 درهم وتسليمها مكتئبا لإحدى المؤسسات المعنية حتى يساهم إلى جانب إخوانه وأخواته المؤمن على عرباتهم في ضخ قدر من الأموال في خزائنها.

وبطبيعة الحال، لا يمكن إغفال دور الدولة في هذه العملية وبجميع سيارات مؤسساتها التي تكلف ما يناهز 3 ملايير سنتيم. مبلغ قد يقول قائل بأنه "حتى هو فلوس"، لكن ما الرد إذا ما قورن بقيمة ما تدفعه المغنية الأمريكية جينيفر لوبيز مقابل التأمين على مؤخرتها المثيرة للنظر قبل الجدل، والبالغ 26 مليار سنتيم مغربية. بما يفيد أن أسطول الدولة بكامله، من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، يظل أقل قيمة من أصغر قطعة لحمية مهملة من مؤخرة لوبيز.

وعليه، إن كان من حذر على المغاربة اتخاذه بحرص متناه، والنجمة الأمريكية في ضيافتهم هو الابتعاد ثم الابتعاد وقدر الإمكان من تلك الثروة الآدمية، بل التضامن الكلي لأجل حمايتها ولو من نسمة ريح، تفاديا لأي مطب "مؤخراتي" من الممكن أن يحول مهرجانهم العالمي إلى "كربلاء" ثورية. مع العلم بما لا يدع مجالا للشك، كون أي إلحاق للضرر بسيارة تابعة لولاية، أو إحراق شاحنة في ملك وزارة، أو تهشيم زجاج حافة بلدية، يظل أهون بكثير وأقل تكلفة من مجرد تفتق نية لمس

تلك "القاعدة الألماسية". أما موضوع أذيتها وإن معنويا بالبصق مثلا أو السب والقذف، فتلك حكاية معقدة التنبؤ بمآلها، والله وحده يعلم كيف ومتى وأين ستنتهي. أليست لامرأة عرفت عرفت كيف تزاوج بين مثلين مغربيين "كاين اللي داير علاش يكلس" و"كاين اللي داير علاش يرجع".