أعلن أمس الخميس عن إحداث "مؤسسة عبد الهادي التازي" تكريما للعطاءات الغزيرة للعلامة الراحل (1921-2015) في مجالات الفكر والتاريخ والتحقيق والديبلوماسية.
وتلا أحمد التازي، حفيد الأستاذ عبد الهادي التازي، خلال لقاء احتفائي بروح وعطاء الراحل، نظمته جامعة محمد الخامس الرباط، نص الرسالة الملكية التي تأذن بإحداث هذه المؤسسة والتي ستحرص على صون الموروث الفكري والديبلوماسي للراحل.
واستعرضت لينا التازي، كريمة العلامة الراحل، من جهتها، بعض المهام التي ستعمل المؤسسة على إنجازها، من قبيل الحفاظ على مكتبته التي تضم أزيد من 10 آلاف كتاب مرجعي ومخطوط ووثيقة، وجعلها رهن إشارة الباحثين والطلبة، والحفاظ على علاقاته المتعددة في العالم أجمع، ونشر مقالاته ومحاضراته، وإحداث منح ومؤسسات تربوية باسمه.
وأبرز عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، في كلمة بعنوان "عبد الهادي التازي شيخ رواد الذاكرة المغربية"، أن وفاة العلامة الراحل "خسارة كبرى للتاريخ المغربي على العموم، وللتاريخ الديبلوماسي على الخصوص". واصفا في الكلمة التي تليت بالنيابة عنه، عبد الهادي التازي، الذي قام ب 1300 رحلة علمية وديبلوماسية، ب "ابن بطوطة عصره"، مذكرا بأنه أوصى ب 7000 كتاب من خزانته الضخمة لجامعة القرويين بفاس.
ومن جهته قال رئيس جامعة محمد الخامس سعيد الغازي، بأن التازي "المفكر الموسوعي، والفقيه المتمكن، والمؤرخ المدقق، والكاتب المحقق، غزير التصنيف"، بوصفه "شخصية لامعة في تاريخ المغرب المعاصر وعلامة دالة بحكم تكوينه الرصين وما تقلده من مهام وألفه من كتب وإنتاج علمي غزير"، مضيفا أنه كان "معلمة بارزة في الثقافة المغربية المعاصرة، وسفيرا فوق العادة للمغرب" على مدى عقود من الزمن.
وكان قد تم في مستهل اللقاء، الذي احتضنه مقر رئاسة جامعة محمد الخامس، عرض شريط قصير يوثق للحظات من حياة عبد الهادي التازي الزاخرة بالمنجزات العلمية والفكرية والأدبية والمهام الديبلوماسية، كما تمت في ختام اللقاء تلاوة قصيدة رثاء في العلامة الراحل للشاعر الموريتاني ولد مختار ولد باه بعنوان "أمة في رجل".