السبت 18 مايو 2024
ضيف

حسين الوزاني : حجم خسائر الفيضانات بإملشيل تعدى 5 ملايير درهم

 
 
حسين الوزاني : حجم خسائر الفيضانات بإملشيل تعدى 5 ملايير درهم

تنظم جمعية أخيام للتنمية الإقتصادية والإجتماعية ورشات عمل بخصوص انجراف التربة والحد من الفيضانات بمشاركة المصالح التقنية والمنظمات غير الحكومية، وذلك خلال يومي 10 و 11 أبريل الجاري بقصر أكدال بإملشيل.

وتعاني منطقة إملشيل من انجراف التربة واندثار الغطاء النباتي، الأمر الذي تنجم عنه الفيضانات التي تسببت في خسائر فادحة للفلاحين بالمنطقة قدرت بأزيد من 5 ملايير درهم، إضافة الى تضرر أكثر من 250 هكتار من أشجار التفاح.

" أنفاس بريس " التقت بحسين الوزاني، رئيس جمعية " أخيام " وأجرت معه الحوار التالي :

 

في أي سياق يأتي تنظيمكم لتظاهرة تهم الحفاظ على التربة والحد من الفيضانات بدائرة إملشيل ؟

دأبت جمعيتنا على تنظيم تظاهرات من هذا النوع سنويا تخليدا لذكرى تأسيس جمعية " أخيام " حيث نعقد بالمناسبة الجمع العام السنوي كما تقام ورشات تشارك فيها المصالح التقنية والمنظمات غير الحكومية والساكنة في إطار تبني الجمعية للمقاربة التشاركية من أجل تقييم ما تم إنجازه وبرمجة برامج مستقبلية. وقد ارتأينا هذه السنة التركيز على موضوع الفيضانات وانجراف التربة بدائرة إملشيل، كظاهرة مرتبطة بالتغيرات المناخية على المستوى العالمي ، ونظرا لتموقع إملشيل ضمن منطقة جد حساسة للتغيرات المناخية، فإن الساكنة هي أكبر متضررمن التغيرات المناخية و من فيضانات واد أسيف ملول أحد روافد أم الربيع والذي تتفرع مصباته بكل من سد بين الويدان و نهر زيز ونهر ملوية ونهر درعة، فإملشيل هي ملتقى تجمع أكبر الأحواض المائية في المغرب.

هل الحلول المحلية تكفي لمواجهة الفيضانات بإملشيل ؟

الحلول المحلية غير كافية ولكن لابد منها، ودون وجود حلول محلية ستصبح الحياة مهددة بمنطقة إملشيل، فعدم التصدي لإنجراف التربة قد يهدد الفلاحة بالمنطقة في أفق 5 أو 10 سنوات القادمة ، لذلك أخذنا على عاتقنا مواجهة هذا المشكل ولة بإمكانيات محدودة. نحن نحاول خلق التقائية بين جميع المتدخلين حكوميين ومنظمات دولية وجماعات محلية وجمعيات المجتمع المدني، وخلال هذه التظاهرة ستشارك معنا وكالة الحوض المائية لأم الربيع ووكالة حوض زيز ووكالة تنمية الواحات والمندوبية السامية للمياه والغابات والجماعات المحلية والسلطات الإقليمية.

وما حجم الخسائر الناجمة عن الفيضانات بإملشيل خلال هذا العام ؟

الجماعات الخمس بدائرة إملشيل تضررت من الفيضانات خلال هذا العام، فالمحصول الزراعي لهذه العام جرفته سيول الفيضانات، علما أن الفلاحين زرعوا هذا العام في أكتوبر ودجنبر ومارس، ومحاصيل هذه الشهور كلها جرفتها الفيضانات. ففيضانات هذه السنة كانت استثنائية اذا اعتدنا أن تعرف المنطقة الفيضان في شهر غشت من كل عام، أي بعد ان أن يتمكن الفلاحون من جني جزء من المحصول، ومنتوج البطاطس هو الأكثر تضررا نتيجة الفيضان الى جانب تضرر أكثر من 250 هكتارمن أشجار التفاح من الإنجراف بكل من أيت يحي والمناطق القريبة من الريش ومنطقة وادي زيز، كما أن أشجار التفاح بمنطقة وادي أم الربيع مهددة بالفيضان.

وكم تقدرون كفاعلين مدنيين حجم خسائر الفيضانات بإملشيل ؟

حسب تقديراتنا وتبعا لإمكانياتنا المحدودة فحجم خسائر الفيضانات بإملشيل تتعدى 5 ملايير درهم خلال هذا العام، فرغم بساطة المنتوجات الفلاحية بالمنطقة فإن لها قيمة مهمة باعتبارها المورد الوحيد للعيش لساكنة الجماعات الخمس بإملشيل.

وماهي الحلول التي تقترحونها لمواجهة مشكل الفيضانات وإنجراف التربة بإملشيل ؟

في غياب حلول على المدى البعيد، لن نتمكن من مواجهة مشكل الفيضانات وإنجراف التربة بإملشيل، ونحن نقترح إعادة إحياء الغطاء النباتي وبالخصوص بمنطقة إملشيل، بوزمو، أوتربات لأنها الأكثر تضررا فيما يخص اندثار الغطاء النباتي، إضافة الى بناء حواجز للتقليل من سرعة المياه وتغذية الفرشة المائية وتقليص انجراف التربة، وأشير الى وجود مقترحات لبناء سدود تلية بعدد من المناطق مثل أقانسونتات، أقا أوخيام، أقا نوكني باقديم..

وأعتقد أن المندوبية السامية للمياه والغابات تتحمل مسؤولية كبيرة بسبب تهاونها في إنقاذ الغطاء النباتي، علما أن الإشكال الذي نعانيه هو أننا لم نحافظ على الأعراف ولم نأتي بقوانين بديلة للحفاظ على الغطاء النباتي.

وماهي هذه الأعراف ؟

قديما كان تسيير المراعي يتم عبر أعراف مضبوطة لدى القبائل، حيث كان يفرض على الرعاة عدم تجاوز 100 من رؤوس الماشية من أجل الإستفادة من المراعي، كما كانت القبائل تأخذ بعين الإعتبار مساحة المراعي ومدى قدرتها على الإستجابة لحاجيات قطعان الماشية، كما كانت تقام محميات في فترة الإنبات في مناطق محددة لضمان نوع من التوازن، ولما اندثرت هذه الأعراف دون ان تأتي الدولة ببدائل أصبحنا نعاني من الرعي الجائر ومن الضغط الكبير على الموارد الطبيعية مما تسبب في ما نعانيه من فيضانات وإنجراف للتربة.

وماذا عن الحلول الإقتصادية التي تقترحونها لتخفيف الضغط على المراعي الطبيعية ؟

كجمعية تبنينا هذه الحلول بالموازاة مع الحلول التقنية، ونحن نعمل على تثمين المنتوجات الفلاحية مثل منتوج التفاح، فلدينا وحدة لتحويل التفاح الى عصير وخل التفاح، إدخال بعض المنتوجات ذات القيمة مثل الزعفران، زراعة البطاطس، تثمين منتوج المرأة الحديديوية من قبيل منتوجات الصناعة التقليدية، تشجيع السياحة القروية لما يتميز به إملشيل من موروث ثقافي غني، إحيائه والحفاظ عليه وتثمينه واستغلاله كمورد للساكنة..ولابد أيضا من فك العزلة عن إملشيل التي تحولت الى جحيم في فترة الفيضانات، وقد عاينتم عن قرب حجم العزلة التي تعانيها المنطقة.