يرى كمال الحبيب، عضو المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي الدولي، أن الأحداث التي وقعت في المنتدى الاجتماعي العالمي، تؤكد على أن بعض الأطراف تنعدم لديها عناصر النقاش السياسي الجاد وتجاذب الأفكار والمواقف، والتي عادة ما تسود أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي منذ سنة 2004. وأرجع الحبيب هذه الأحداث إلىالصراع القائم بين الدولة المغربية والدولة الجزائرية، ليس فقط على قضية الصحراء، بل على الهيمنة على المنطقة اقتصاديا وسياسيا.
+ ما تعليقك على الهجوم الذي تعرض له بعض أعضاء الوفد المغربي المشارك في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي يوم الخميس 26 مارس 2015؟
- إن أعمال العنف التي تعرض لها بعض أعضاء الوفد المغربي يوم الخميس 26 مارس 2015، بالمنتدى الاجتماعي العالمي بتونس، ونسف الندوة الصحفية التي كانت مقررة لتسليط الضوء على الهجوم الإجرامي على الوفد المغربي، هي أحداث تسيء لمبادئ المنتدى الاجتماعي العالمي، وتتنافى مع ميثاق شعوب المغرب العربي. بل إن الأحداث التي وقعت في المنتدى الاجتماعي العالمي، تؤكد على أن بعض الأطراف تنعدم لديها عناصر النقاش السياسي الجاد وتجاذب الأفكار والمواقف، والتي عادة ما تسود أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي منذ سنة 2004.
ما وثقناه صوتا وصورة هو أن هناك مجموعة تتصرف وكأنها في ملعب لكرة القدم، حيث ترفع شعارات لا نشاهدها سوى في ملاعب الكرة. صحيح أن هناك خلاف حول الصحراء، وهذا لا يزعجنا، ونحن مستعدون لمناقشته مع جميع الأطراف لإيجاد بدائل أخرى لما تقترحه الحكومات وما يقترحه المنتظم الدولي. أعتقد أن هناك عملية ممنهجة من بعض الأطراف لإفشال المنتدى الاجتماعي الدولي وهذا لا نقبله.
+ هل قدم الوفد المغربي دعوى قضائية ضد الأشخاص الذين اعتدوا على بعض المغاربة خلال أشغال المنتدى العالمي الاجتماعي بتونس؟
- نعم وضعنا شكاية لدى الوكيل العام التونسي، ضد بعض العناصر المجهولة، التي اعتدت على مغاربة مشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي، وخربوا ممتلكات الجامعة التي تحتضن أشغال الملتقى الاجتماعي العالمي. كما طالبنا من السلطات الأمنية التونسية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الأفعال.
+ ما السبب الذي يجعل المناوشات بين الوفد المغربي والجزائري هي التي تطغى على أشغال المنتدى العالمي الاجتماعي؟
- هذا يعود بالأساس إلى تاريخ قديم يجمع الطرفين، ومن الصعب أن نلخص وقائعه في هذا الحديث القصير. هذا التاريخ الطويل بما فيه حرب الرمال بين المغرب والجزائر، تسبب في شحن الشعب الجزائري كما الشعب المغربي، وتهييئهما لمدة سنوات على المواجهة الصدام. هدفنا من خلال المنتدى هو تجاوز هذه المواقف السلبية التي شحن بها كل طرف، وخلق نوع من الثقة الجديدة وعلاقات جديدة بين الشعبين الشقيقين، لأنه يمكن ﻷي مخطط حكومي أن يلعب بمشاعر بعض الأشخاص وتوظيفها بشكل سلبي. أنا شخصيا جاءني مجموعة من الأشخاص الجزائريين، والذين تأسفوا لما حدث، وقالوا إن الوفد الجزائري يضم أناس يؤمنون بمبادئ المنتدى الاجتماعي العالمي، ويؤمنون بالحوار ونقاش وتبادل الأفكار لحل أي مشكلة.فالصراع القائم بين الدولة المغربية والدولة الجزائرية، ليس فقط على قضية الصحراء، بل على الهيمنة على المنطقة اقتصاديا وسياسيا.. ويمكن في أي لحظة أن يؤجج نار المواجهة بين الطرفين.
+ ماردك على من يقول إن ضعف الوفد المغربي المشارك في المنتدى الاجتماعي العالمي، وغياب التنسيق بين مكوناته هو الذي جعل بعض الجزائريين وأشخاصا محسوبين على البوليزاريو يستأسدون على بعض المغاربة؟
- لا، هذا ليس صحيحا، الوفد المغربي اتخذ قرارا يقضي بأن لا نكرر تجربة المنتدى الاجتماعي العالمي بدكار بالسينغال، وأن يضبط نفسه ولا ينزلق في دوامة العنف، وأن لا ينجر لما نسميه "البولميك" أو استفزازات الطرف الأخر.. وهذا ما قوى موقف المغرب عند الإخوة الجزائريين وعند اللجنة المشرفة على المنتدى الاجتماعي العالمي.
+ نفهم من كلامك على أنك راض عن المشاركة المغربية في أشغال المنتدى العالمي الاجتماعي المنعقد بتونس؟
- نعم أنا راض على مشاركة الوفد المغربي في الدورة 13 للمنتدى الاجتماعي العالمي بتونس.
