الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رياضة

أنور الشرقاوي: مونديال 2030: لماذا يجب أن تدخل مدينة سلا، أمنيًا وإقتصاديا ومجتمعيا، إلى قلب المعادلة؟

أنور الشرقاوي: مونديال 2030: لماذا يجب أن تدخل مدينة سلا، أمنيًا وإقتصاديا ومجتمعيا، إلى قلب المعادلة؟ الدكتور أنور الشرقاوي فاعل جمعوي
الرباط تتغيّر.
والتغيير لم يعد شعارًا بل واقعًا ملموسًا، يُرى ويُلمس ويُحسب بالأرقام.
خلال السنوات الأخيرة، خضعت عاصمة المملكة لتحوّل عميق:
منشآت رياضية حديثة، فضاءات عمومية مُعاد تأهيلها، عرض ثقافي متنوع، وصورة دولية مصقولة بعناية.
الرباط أصبحت واجهة حضرية أنيقة، عاصمة تعرف ماذا تريد، وتدرك وزنها الإقليمي والدولي.
لكن العاصمة، حين تبلغ هذا المستوى، لا يكفيها أن تتغيّر.
عليها أن تحمي مكتسباتها… وأن تُحصّنها.
 
الكان: لحظة الحقيقة 
كأس إفريقيا للأمم نجاح لا جدال فيه. نجاح جماهيري، تنظيمي ورياضي.
لكن هذه التظاهرة الإفريقية هي  أيضًا اختبار ضغط حقيقي لقدرة الرباط على الاستيعاب. فنادق ممتلئة. دور ضيافة غير قادرة على إستيعاب اكثر. إيجارات السيارات قصيرة الأمد في حالة اختناق.
وقبل الموجة العاتية التي سيُحدثها مونديال 2030 بمشاركة 48 منتخبًا، وعلى امتداد أسابيع طويلة، بدأت مؤشرات الاختناق تظهر بوضوح.
الرسالة واضحة وخطيرة في آن واحد: الرباط وحدها لن تكون قادرة على امتصاص التدفقات البشرية واللوجستية والاقتصادية لكأس عالم 2030.
المسألة لم تعد فقط مسألة أسِرّة فندقية.
إنها قضية أمن حضري، توازن ترابي، واستقرار اجتماعي.
حين تتركّز مئات الآلاف من الجماهير في رقعة حضرية واحدة، فإنك لا تصنع احتفالًا… بل تصنع هشاشة.
 
لقد حان الوقت للانتقال من منطق المدينة إلى منطق المتروبول. 
من الرباط وحدها… إلى الرباط–سلا–الجهات.
متروبول الرباط–سلا–الجهات:
في هذه المعادلة، سلا ليست خيارًا ثانويًا. وليست حلًا احتياطيًا. إنها العنصر الغائب في معادلة التوازن.
سلا هي الاحتياطي الاستراتيجي الذي تم تجاهله طويلًا: قرب جغرافي فوري من العاصمة، ساكنة شابة وكثيفة، نسيج حضري نابض،
وعاء عقاري قابل للتعبئة، مدينة عتيقة ذات حمولة تاريخية، وهوية قوية لم تُستثمر كما يجب.
 
والأهم:
قدرتها على تفكيك الكتلة البشرية،وتوزيع التدفقات، وتقليص المخاطر. 
تطوير سلا لا يُضعف الرباط. 
بل يحميها . 

يمنحها متنفسًا، عمقًا، ومرونة أمنية.
الأمن يبدأ بالتنسيق
 
التحدي الحقيقي ليس في كثرة المشاريع، بل في غياب الرؤية الموحدة. 
الأمن الحضري في 2030 سيكون نتاج: نقل حضري متصل وسلس،
تشوير موحّد وواضح، عرض سياحي منسق، رزنامة ثقافية مشتركة، واستراتيجية فندقية تكاملية.
بدون هذا، ستظل الجهود مشتتة.
بإشراك مدينة سنة بشكل فعال فب كأس العالم 2030 ستصبح المتروبول قابلة للتحكم، آمنة، وفعّالة. 
يجب آعتبار كأس العالم 2030 
 مسرّع حضري وأمني غير مسبوق.
تجاهل سلا في هذا السياق ليس فقط خطأ تخطيطيًا، بل سوء تقدير استراتيجي.
 
 ضفتان… ومصير واحد 
 الرباط فتحت الطريق، وسلا مطالَبة اليوم بالسير إلى جانبها، لا خلفها. مستقبل المدن الكبرى لا يُبنى على التنافس، بل على التكامل الذكي . 
 الرباط–سلا–الجهات قادرة على أن تصبح نموذجًا إفريقيًا ومتوسطيًا لمدينة كبرى تستقبل العالم دون اختناق، دون إقصاء، ودون فقدان هويتها. 
 
2030 تقترب بسرعة.
زمن التشخيص انتهى.
وزمن القرار قد بدأ.