Tuesday 16 December 2025
خارج الحدود

أبوظبي.. انطلاق أشغال المؤتمر العالمي لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي حول الأسرة بمشاركة وزير الأوقاف المغربي

أبوظبي.. انطلاق أشغال المؤتمر العالمي لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي حول الأسرة بمشاركة وزير الأوقاف المغربي جانب من اللقاء
أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أن الأسرة تشكل الخلية الأساسية للمجتمع والحاضنة الأولى للقيم الدينية والأخلاقية، مشددًا على أن فقه الواقع يقتضي وعيًا عميقًا بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية وأثرها المباشر في بنية الأسرة وتماسكها. وأبرز، في كلمته، ملامح التجربة المغربية في الاجتهاد الأسري، القائمة على الموازنة بين الثوابت الدينية ومتطلبات الواقع المتغير.
 
جاء ذلك خلال مشاركة التوفيق يوم الإثنين 15 دجنبر 2025، في أشغال المؤتمر العالمي الثالث لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، المنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي ، تحت عنوان: «الأسرة في سياق فقه الواقع: هوية وطنية ومجتمع متماسك». وينظم المؤتمر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، بمشاركة مسؤولين وعلماء وخبراء من داخل دولة الإمارات وخارجها، لمناقشة قضايا الأسرة في ظل التحولات المجتمعية والرقمية المتسارعة.

وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور رؤساء هيئات ومؤسسات وطنية ودولية، وممثلين عن الجهات المعنية بالشأن الأسري والديني، إلى جانب مشاركة إعلامية واسعة. واستُهلت الفعاليات بعزف السلام الوطني، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وعرض شريط مرئي قدّم الرؤية العامة للمؤتمر وأبعاده القيمية والمجتمعية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن المؤتمر يعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز مكانة الأسرة باعتبارها أساس التماسك المجتمعي وبناء الإنسان، معتبرًا أن تنمية الأسرة تمثل خيارًا وطنيًا استراتيجيًا لمواجهة التحولات المتسارعة. كما أشار إلى الدور الذي تضطلع به فاطمة بنت مبارك في دعم قضايا الأسرة والطفولة وتمكين المرأة.

وأوضح أن انعقاد المؤتمر ينسجم مع إعلان محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تخصيص عام 2026 ليكون عامًا للأسرة، تأكيدًا على مركزية الأسرة في المشروع الوطني، ودورها في إعداد أجيال فاعلة في مسيرة التنمية.

وسلط المتحدث الضوء على أهمية معالجة قضايا الأسرة في إطار فقه الواقع، بما يحقق التوازن بين النصوص الشرعية ومقاصدها ومتغيرات العصر الاجتماعية والتكنولوجية، مثمنًا جهود مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، برئاسة عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، في ترسيخ اجتهاد مؤسسي منضبط يعزز الاستقرار المجتمعي ويبتعد عن الجمود والتطرف.

من جانبه، أكد عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه أن التحولات الاجتماعية وتسارع المتغيرات التشريعية والتكنولوجية أفرزت واقعًا أسريًا جديدًا يستدعي اجتهادًا مؤسسيًا واعيًا، قائمًا على المواءمة بين النص الشرعي ومقاصده والواقع المتغير، معتبرًا أن الأسرة نواة السلم المجتمعي وحاضنة القيم.

كما شدد عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ونائب رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، على أن قضايا الأسرة تتطلب عملًا مؤسسيًا تشاركيًا وقراءة دقيقة للواقع، خاصة في ظل تأثير التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في أنماط الحياة والعلاقات الأسرية.

ويناقش المؤتمر، على مدى يومين، محاور تتعلق بالاستقرار الأسري، والهوية الوطنية، والتحولات الرقمية، وتأثير الذكاء الاصطناعي، مع عرض تجارب وطنية ودولية في تمكين الأسرة، وذلك في سياق ينسجم مع «عام المجتمع 2025» واستشراف «عام الأسرة 2026»، بما يعزز نموذجًا حضاريًا يجمع بين الوعي بالواقع والانفتاح المسؤول على المستقبل.