الجمعة 26 إبريل 2024
خارج الحدود

كريم مولاي: هذا ما ميز الحياة السياسية في الجزائر سنة 2014

كريم مولاي: هذا ما ميز الحياة السياسية في الجزائر سنة 2014

مرت سنة 2014 على الجزائر، دون أن تتمكن من تحرير نفسها من سلطة الجيش، وقد كانت لديها فرص كبيرة للإقلاع، وطي صفحة الحكم الفردي. لقد كانت الانتخابات الرئاسية فرصة أخرى مهدورة حالت دون التجاوب الفعلي مع رياح الربيع العربي والانفتاح على مكونات الساحة السياسية الجزائرية المقبول منها والممنوع، لكن لا حياة لمن تنادي. بالعكس من ذلك كله فقد استثمرت النخبة الحاكمة ارتفاع أسعار النفط والغاز لشراء الذمم في الداخل والخارج, فقد تابعنا بأسف وألم شديدين كيف تصرف وتهدر أموال الجزائر على توقيع عقود ثمينة مع شركات أجنبية لا لشيء إلا لكسب الدعم والتأييد لسياسات الحكم العسكري في وجه الربيع العربي الهائج.

من باريس، إلى واشنطن، إلى موسكو، وأخيرا إلى لندن تمت بعثرة ملايير الدولارات قبل أن يستل سلال سيفه ليخبر الجزائريين بأن الميزانية لن تسمح العام المقبل بتلبية مطالب الجزائريين وربط أحزمة التقشف تحسبا لأيام عجاف. وبالموازاة مع ذلك فشلت أحزاب المعارضة في إيجاد البديل الحضاري الناجح، فلا الإسلاميون استفادوا من دروس الماضي ولا من تجارب الجيران، كما أن اليسار العلماني المتخوف من توغل الإسلاميين في تونس وليبيا والمغرب دفعه للتحالف مع العسكر ضد مطالب الإصلاح والتنمية السياسية.

وهكذا تحول رموز المعارضة إلى ظواهر صوتية تتقاسم ادوار الاستبداد مع السلطة الحاكمة . وبين هؤلاء جميعا ظلت غرداية يتيمة تواجه قدرها المحتوم في صراع معقد ظاهره مذهبي وباطنه مطلبي وسياسي بامتياز. وفي الصحراء حيث النفط والغاز والثروة تحت حراسة الشركات الأجنبية واعين المخابرات الدولية، ظل أهلها يعانون من ضعف البنية التحتية وعدم انتفاعهم بثرواتهم . الانجاز الوحيد للجزائر وحكامها يكمن في التعثر الذي تشهده دول الربيع العربي المجاورة، وقد حامت حولها الكثير من الشكوك والأسئلة في دور ما في ذلك. واعتقد أن تراجع أسعار النفط ، مع نضج الخطاب السياسي في المنطقة وارتفاع الأصوات المنادية بالحرية والديمقراطية كلها من الأشياء التي تدفع إلى الرهان على التغيير الحقيقي الذي ينتظره الشعب الجزائري بعيدا عن صراع الأجنحة وتغلغل الفاسدين، ولعل ذلك سيتحقق في العام المقبل 2015. عامكم سعيد وكل عام وأنتم بألف خير. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.