جانب من الورشات نظمت جمعية الوادي الأخضر للتنمية، أخيرا، بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بمدينة الصويرة، الورشة الرابعة ضمن سلسلة الورشات التحسيسية حول "المشاركة السياسية للنساء والشباب"، وذلك بشراكة مع صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء التابع لوزارة الداخلية.
وتأتي الورشة ضمن مشروع مشترك يهدف إلى تعزيز وعي الشباب بالمسار الديمقراطي، وتمكينهم من المساهمة الفعلية في تدبير الشأن العام، من خلال التكوين والتحسيس بالمفاهيم الأساسية للمواطنة والمشاركة السياسية.
مفاهيم أساسية: الجماعات الترابية واللامركزية والمساواة
ناقشت الورشة، التي أشرف عليها الخبير خليد سرحان، عددا من المفاهيم المرتبطة بالمشاركة السياسية، أبرزها: الجماعات الترابية، أدوارها، اختصاصاتها الذاتية والمشتركة والمنقولة، التقسيم الإداري بالمغرب، الأنظمة السياسية، الحق في المشاركة السياسية، اللامركزية واللاتمركز، المساواة وعدم التمييز.
وتهدف هذه الورشة إلى تعزيز قدرات ومعارف طلبة دبلوم التقني العالي، وتحسيسهم بالرهانات والتحديات التي تواجه المشاركة السياسية، وفق ما ينص عليه الدستور المغربي والقوانين الوطنية، مما يسهم في بناء وعي مواطن متكامل لدى الشباب.
تفاعل واسع لطلبة دبلوم التقني العالي واستعدادهم للانتخابات
شهدت الورشة تفاعلا كبيرا من أكثر من 100 طالبا وطالبة، حيث أعرب الطلبة عن استعدادهم للتسجيل لأول مرة في اللوائح الانتخابية والمساهمة في المسار الديمقراطي للمغرب.
وأكد المنظمون أن هذه التفاعلات، تعكس نجاح الورشات في تحفيز الشباب على الانخراط في الحياة السياسية، والتعرف على فرص المشاركة المتاحة لهم، ما يعزز من دورهم كفاعلين ملتزمين في المجتمع.
أفكار ومبادرات جديدة: نادي تربوي وزيارة المجلس الجماعي
اقترح الطلبة على الجمعية المنظمة، بالتنسيق مع إدارة الثانوية، إحداث نادي تربوي يهتم بقضايا المواطنة، كما طالبوا بتنظيم زيارة للمجلس الجماعي للصويرة للقاء رئيسه وأعضائه ومناقشة انتظاراتهم.
وتشير هذه المبادرة إلى رغبة الشباب في تجربة المشاركة العملية، وتوسيع مداركهم حول عمل المؤسسات المحلية، بما يعزز شعورهم بالمسؤولية والمشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام.
تعزيز المواطنة: الشباب يتحولون من متلقين إلى فاعلين
تُظهر الورشة الاهتمام المتزايد بالشباب والنساء كركيزتين أساسيتين في العملية الديمقراطية بالمغرب، فهي لا تركز فقط على الجانب النظري للمشاركة السياسية، بل تمنح الشباب خبرة عملية ووعيا بالمؤسسات والمسارات القانونية.
إن اهتمام الطلبة بالمشاركة في الانتخابات، واقتراح إنشاء نادي تربوي وزيارة المجلس الجماعي، يعكس رغبتهم في الانتقال من مجرد متلقين للمعلومات، إلى فاعلين مؤثرين في مجتمعهم المحلي.
وتعد هذه الورشة نموذجا للتجربة التربوية المدنية، حيث تمزج بين التحسيس، التكوين العملي، وتحفيز المبادرة الفردية والجماعية، وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو تعميق الديمقراطية التشاركية وتكريس قيم المساواة والمشاركة السياسية في صفوف الشباب المغربي.
