شهد مؤخرا حي الحوامي بجماعة بوسكورة، تدشين منصة الابتكار والحاضنة الرقمية الجديدة “نومر إنو – NUMER INU”، وهي مبادرة مشتركة بين مؤسسة أمان ومؤسسة جدارة، تدخل في إطار برنامج “النواصر للأجنحة التكنولوجية – Naouceur Wings Tech” المدعوم من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويهدف مشروع “نومر إنو” إلى إدماج الشباب غير الممدرسين وغير المتابعين لأي تكوين (NEETs)، من خلال تمكينهم من ولوج عالم ريادة الأعمال الرقمية عبر مسار متكامل يشمل التحسيس، والتكوين، والمواكبة، والتمويل، ثم التسريع. كما يوفر المختبر الرقمي فضاءً للعمل المشترك والابتكار، يسمح بتحويل الأفكار الأولية إلى مشاريع رقمية صغرى قادرة على خلق فرص شغل وتعزيز السيادة الاقتصادية والتكنولوجية محليا.
وينسجم إطلاق هذه الحاضنة مع توجهات استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، التي تروم تقوية المهارات الرقمية، وتوسيع فرص الابتكار، والرفع من قابلية تشغيل الشباب، وبناء منظومة رقمية ترابية مستدامة.
وفي كلمة لها بالمناسبة، قالت أميمة محيجير، المديرة التنفيذية لمؤسسة جدارة: “اخترنا تدشين هذه الحاضنة الرقمية تزامناً مع الاحتفال بالمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، إيمانا منا بأن تمكين الشباب من الإبداع والابتكار هو امتداد للروح الوطنية. حاضنة نومر إنو تمنح للشباب خارج مسارات الشغل والتكوين فرصة حقيقية لتطوير قدراتهم والتحول إلى مقاولين ذاتيين.”
من جهتها، أكدت إيمان مكاوي، المديرة التنفيذية لمؤسسة أمان، أن الشراكة مع مؤسسة جدارة تأتي انسجاما مع استراتيجية المؤسسة لدعم الشباب NEETs عبر برامج التكوين وريادة الأعمال، بما يمكّنهم من الاندماج في المجالات الأكثر طلباً، وتعزيز مهاراتهم الرقمية.
أما كوثر لفضالي، المسؤولة عن المشاريع بمؤسسة جدارة، فاعتبرت أن “نومر إنو منصة لتأهيل حاملي المشاريع الرقمية ومواكبتهم للولوج إلى سوق الشغل، في انسجام تام مع رؤية المغرب الرقمي 2030.”
ومن بين المستفيدين، قال أشرف الخلدي، حامل مشروع منصة رقمية تربط بين الشركات ومخازن سائقي الرافعات الشوكية: “مشروعي جاء لحل فجوة حقيقية يعيشها السائقون والشركات، وقد وجدت دعماً كبيراً من مؤسسة جدارة لمساعدتي على تحويل الفكرة إلى مشروع قابل للتنفيذ.”
وتضمن برنامج التدشين تنظيم ورشات مهنية وتقنية متقدمة لتطوير كفاءات الشباب في المجال الرقمي، إضافة إلى تقديم نماذج Business Model Canvas من طرف مقاولين شباب أمام لجنة من الخبراء.
وفي ختام الفعاليات، شدد المنظمون على أن مشروع “نومر إنو” يمثل استثماراً استراتيجياً في طاقات الشباب باعتبارهم رافعة أساسية للتنمية المستدامة، مؤكدين أن تعزيز الابتكار الرقمي يشكل امتداداً لمسار المغرب نحو تقوية سيادته الاقتصادية والتكنولوجية وترسيخ مكانته كفاعل ريادي في التحول الرقمي.