الدكتور أنور الشرقاوي والبروفيسور فدوى العلالي 12 أكتوبر : اليوم العالمي ضد أمراض الروماتيزم
*خشونة الركبة Arthrose : مرض المفاصل الذي يشكل ثقيلا كبيرا على المرضى وعلى الاقتصاد الوطني*
يُخلَّد اليوم العالمي لأمراض الروماتيزم في 12 أكتوبر 2025، كتذكير قوي بأن الألم والعجز لم يعودا قدراً محتوماً.
فبفضل التطورات المذهلة في علم الروماتولوجيا الحديث — من العلاجات البيولوجية الدقيقة، إلى العلاجات الموجّهة، مروراً بإعادة التأهيل الفردية والدعم الطبي الشامل — استطاع آلاف المرضى أن يستعيدوا حركتهم، وكرامتهم، وأحلامهم.
وفي هذه المناسبة، يُسلّط عدد من الأطباء والخبراء المغاربة في أمراض الروماتيزم الضوء على الوجه الجديد لهذه الأمراض، وعلى التقدّم العلاجي الكبير الذي أصبح متاحاً اليوم في المغرب، في صورةٍ تعبّر عن طبٍّ وطنيٍّ يتقدّم بثبات، وعن أملٍ متجدّدٍ يزرع الثقة في نفوس المرضى.
بهذه المناسبة يقدّم موقع "أنفاس بريس" حواراً بين الدكتور أنور الشرقاوي، خبير في التواصل الطبي والإعلام الصحي، والبروفيسور فدوى العلالي، أستاذة علم أمراض المفاصل بكلية الطب والصيدلة بالرباط، حيث يتناول الحوار التحوّلات الكبرى التي يعرفها تشخيص وعلاج أمراض الروماتيزم بالمغرب، وسبل تعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين للحدّ من معاناة المرضى وتحسين جودة حياتهم خاصة منها مرض Arthrose.
الدكتور أنور الشرقاوي : لنبدأ من الأساس، ما هي خشونة الركبة؟
البروفيسور فدوى العلالي : خشونة الركبة، أو ما يُعرف طبياً بـ "الغونارتروز" (Gonarthrose)، هي تآكل تدريجي في الغضروف الذي يغطي العظام داخل المفصل.
ومع فقدان هذا الغضروف سماكته، تبدأ الآلام، والتيبّس، وأحياناً الانتفاخ بالظهور. وتُعد من أكثر أمراض المفاصل شيوعاً، خاصة بعد سن الخمسين، لكنها قد تصيب أيضاً الشباب، خصوصاً عند وجود زيادة في الوزن أو إصابات قديمة في المفصل.
الدكتور أنور الشرقاوي : ومتى يجب على المريض أن يراجع الطبيب المختص في المفصل " الروماتولوج ؟
البروفسور فدوى العلالي : عند أول علامة تُعيق المشي أو النشاط اليومي. كثيرون يعتقدون أن الألم مؤقت وسيزول، لكن كل تأخير في التشخيص يزيد من تدهور الغضروف.
الطبيب المختص في أمراض المفاصل – الروماتولوجي – هو الأقدر على تقييم الحالة بدقة، ووضع خطة علاج مناسبة بحسب المرحلة. والمتابعة الدورية تساعد كثيراً في تفادي اللجوء إلى الجراحة.
الدكتور انور الشرقاوي : ما المقصود بالركبة المنتفخة؟
البروفسور فدوى العلالي : الركبة المنتفخة غالباً تحتوي على سائل داخل المفصل، وهو دليل على وجود التهاب أو تآكل.
وإذا لم يُعالج هذا السائل، فإنه يسرّع من تلف الغضروف.
لذلك نقوم أحياناً بشفط السائل (البزل المفصلي) لتخفيف الألم ومعرفة السبب. إنها عملية بسيطة لكنها ضرورية لتفادي المضاعفات.
الدكتور انور الشرقاوي : بعض المرضى يخافون من حقن الكورتيزون داخل المفصل، هل لهم مبرّر؟
البروفسور فدوى العلالي : لا، طالما أن الإجراء يتم في الوقت المناسب وعلى يد مختصّ.
فهذه الحقن آمنة وفعالة جداً في تهدئة الالتهاب وتخفيف الألم بسرعة، ولا تؤدي إلى هشاشة العظام كما يعتقد البعض.
إنها علاج موضعي وليس عاماً، وغالباً ما تكون الحلّ الأفضل لتجنّب فترات الألم الطويلة.
الدكتور انور الشرقاوي : ما العلاجات المتوفرة حالياً والأكثر فعالية؟
البروفسور فدوى العلالي : العلاج يعتمد على مزيج من الإجراءات الوقائية والدوائية.
فالنشاط البدني المنتظم، وإنقاص الوزن، والعلاج الطبيعي، وتقوية العضلات، واستخدام الدعامات أو العكازات عند الحاجة، كلها عناصر أساسية.
أما الأدوية، فهناك المسكنات والمضادات الالتهابية لتخفيف الأعراض، والعقاقير البطيئة المفعول مثل الغلوكوزامين والكوندرويتين التي تُؤخذ لفترات طويلة.
كذلك حقن حمض الهيالورونيك لتحسين انزلاق المفصل وتقليل الاحتكاك، وحقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) التي تُعد من التقنيات الحديثة الواعدة، خاصة في المراحل الأولى من المرض.
وفي الحالات المتقدمة، تظل الجراحة التعويضية (زرع المفصل الصناعي) خياراً ناجعاً لاستعادة الحركة والراحة.
الدكتور انور الشرقاوي : ما الرسالة التي تودّون توجيهها للمرضى بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الروماتيزم في 12 أكتوبر 2025؟
البروفسور فدوى العلالي : الرسالة الأساسية هي أن خشونة الركبة Arthrose ليست قدراً محتوماً.
كلما تم التشخيص في وقت مبكر، كان العلاج أسهل والنتائج أفضل.
العلاجات فعالة جداً عندما تُطبّق في المراحل الأولى.
لذلك يجب عدم إهمال الألم أو تأجيل الفحص.
الحفاظ على الغضروف يعني الحفاظ على الاستقلالية وجودة الحياة... وغالباً أيضاً الحفاظ على العمل والكرامة.
