تشهد مدينة الداخلة، إلى غاية يوم 30 شتنبر 2025، عدة أنشطة ضمن زيارة عمل لوفد عسكري رفيع المستوى من جمهورية ساحل العاج إلى مقر المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، في خطوة وُصفت بالمحورية لتعزيز التعاون الإفريقي في مجال حماية الطفولة من مخاطر النزاعات المسلحة.

ويضم الوفد العسكري الإيفواري ممثلين عن مؤسسات استراتيجية من بينها قيادة المدارس العسكرية العليا ومراكز التدريب، المدرسة العسكرية التحضيرية الفنية، إدارة دورات الدراسات العليا في الدفاع، إضافة إلى مكتب الإعلام الصحفي للقوات المسلحة والتنسيقية الإفريقية لحقوق الإنسان.
ويترأس الوفد اللواء جنرال دو بريغاد، رفقة عقيدين، ونقيبة مديرة مكتب الإعلام، إلى جانب المنسق العام للتنسيقية الإفريقية لحقوق الإنسان في القوات المسلحة.

وتأتي الزيارة استنادًا إلى بحوث استقصائية أنجزها المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، في مناطق الساحل، أمريكا اللاتينية، وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى دروس مستخلصة من بعثاته الميدانية الأخيرة في ساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد اعتُبر ساحل العاج نموذجًا ناجحًا في مسارات نزع السلاح والتسريح وإعادة إدماج الأطفال المجندين سابقًا.
وبمناسبة هذه الزيارة، أطلق المركز رسميًا برنامج "الباحثون المقيمون" من خلال استقبال أول باحث مقيم من جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما تم تقديم عرض للوفد حول برنامج ذكاء اصطناعي ابتكاري يطوره المركز لرصد الميليشيات المتورطة في تجنيد الأطفال.

وفي لقاء رسمي يوم الجمعة 26 شتنبر 2025 تم التوقيع على اتفاقيتين مع مدرسة الدراسات العليا للدفاع بزامباكرو والتنسيقية الإفريقية لحقوق الإنسان بالقوات المسلحة. وتركز الاتفاقيات على:
* تعزيز التدريب وبناء القدرات في القانون الدولي الإنساني داخل قطاعي الأمن والدفاع بإفريقيا.
* إدماج حماية الطفولة في صميم استراتيجيات السلام والأمن.
* إشراك منظمات المجتمع المدني والجهات الدينية والروحية في بناء مجتمعات مرنة وقادرة على تحقيق الاستقرار.
* دعم شبكة بحثية إفريقية تضم خبراء ملتزمين بصياغة حلول مبتكرة للوقاية من التجنيد القسري للأطفال.
ويسعى المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، إلى إدماج الرؤى العسكرية داخل البحث الأكاديمي من خلال شراكات مع مؤسسات مثل كلية الحرب بزامباكرو في ساحل العاج ومراكز بحثية بجمهورية الكونغو الديمقراطية. كما يعمل على تطوير مناهج تدريبية متخصصة ووحدات محاكاة، تُزوِّد الضباط بآليات عملية لمواجهة ظاهرة تجنيد الأطفال في بؤر النزاع.

وضمن فعاليات هذه الزيارة، تم توشيح الدليمي مغلاها، إحدى ضحايا تجنيد الأطفال بكوبا من قبل ميليشيا البوليساريو، حيث قدمت شهادة مؤثرة عن معاناتها. كما تم تكريم الرئيس المدير العام للمركز من قبل وفد التنسيقية الإفريقية اعترافًا بمجهودات المركز في هذا المجال.
ومن المقرر عقد ندوة صحفية يوم الاثنين 30 شتنبر 2025 بمقر المركز، بحضور السلك الدبلوماسي وممثلي المجتمع المدني، لتقديم حصيلة هذه الزيارة وآفاق التعاون المستقبلي.