قصة مستوحاة من حدث واقعي
في تلك الأيام، كان الجو السياسي في المغرب أشبه بمسرح كبير مظلم، تتقاطع فيه الأضواء الكاشفة مع الظلال الكثيفة.
كانت البلاد تعيش على إيقاع همسات واتهامات، لا أحد يعرف أين تبدأ الحقيقة وأين تنتهي الأكاذيب.
كل شيء كان يوحي بأننا في مشهد من مسرح العبث: الوزارات تتحرك كبيادق على رقعة شطرنج، والإشاعات تتحول إلى أحكام، والصمت كان سلاحاً أشد فتكاً من الخطب.
كانت البلاد تعيش على إيقاع همسات واتهامات، لا أحد يعرف أين تبدأ الحقيقة وأين تنتهي الأكاذيب.
كل شيء كان يوحي بأننا في مشهد من مسرح العبث: الوزارات تتحرك كبيادق على رقعة شطرنج، والإشاعات تتحول إلى أحكام، والصمت كان سلاحاً أشد فتكاً من الخطب.
الرباط.
نهاية صباح ثقيل.
البلاد تغلي كالمرجل.
الجرائد تتصدر عناوينها أخبار التصفيات، والهمسات تتكدّس كملفات مغبرة في دهاليز السلطة.
نهاية صباح ثقيل.
البلاد تغلي كالمرجل.
الجرائد تتصدر عناوينها أخبار التصفيات، والهمسات تتكدّس كملفات مغبرة في دهاليز السلطة.
تم اتهام صيدلاني صناعي بجريمة لا يتصورها عقل: طرح دواء يُقال إنه ينقل داء السيدا.
سرعان ما تحوّلت الشائعة إلى محاكمة، وحكم عليه بالسجن.
القضاء قال كلمته الأخيرة بسرعة مذهلة
سرعان ما تحوّلت الشائعة إلى محاكمة، وحكم عليه بالسجن.
القضاء قال كلمته الأخيرة بسرعة مذهلة
أما أنا، كطبيب وهب نفسه للصحافة الطبية، فقد قررت أن أبحث عن الحقيقة.
قلبت الملفات، وطرقت أبواب المختبرات، وجلست أمام أستاذ جامعي مرموق (البروفيسور م.خ.) وسألته السؤال الذي يخشاه الجميع.
جوابه كان حاسماً: الدواء بريء.
جوابه كان حاسماً: الدواء بريء.
كتبت مقالي.
مقال كان كطلقة رصاص في صمت الخوف.
نشر المقال في الصفحة الأولى ليومية l’Opinion
انتشر كالنار في الهشيم، أشعل نقاشاً، وأربك الخطاب الرسمي، وهزّ أركان الوزارة.
مقال كان كطلقة رصاص في صمت الخوف.
نشر المقال في الصفحة الأولى ليومية l’Opinion
انتشر كالنار في الهشيم، أشعل نقاشاً، وأربك الخطاب الرسمي، وهزّ أركان الوزارة.
في اليوم نفسه ، استدعاء رسمي.
مكتب واسع، بارد، ستائر مغلقة، هواء ثقيل كالرصاص.
الوزير خلف مكتبه كتمثال رخامي. نظر إليّ طويلاً ثم أطلق سؤاله الأول، حاداً كالسيف:
مكتب واسع، بارد، ستائر مغلقة، هواء ثقيل كالرصاص.
الوزير خلف مكتبه كتمثال رخامي. نظر إليّ طويلاً ثم أطلق سؤاله الأول، حاداً كالسيف:
— هل أنت متأكد من معلوماتك؟
أجبته بهدوء لا يلين:
— نعم، سيدي الوزير. هذا ما يؤكده الأطباء الإختصاصيون في هذا الشأن.
صمت يملأ الغرفة.
كأن الزمن توقف.
كأن عقارب الساعة علقت في منتصف النهار.
ثم قال، وكأنه يلقي بطُعم:
كأن الزمن توقف.
كأن عقارب الساعة علقت في منتصف النهار.
ثم قال، وكأنه يلقي بطُعم:
— وإذا عينتك في ديواني، ماذا ستقول؟
رفعت رأسي، ونظرت في عينيه مباشرة:
— أشكركم، سعادة الوزير. حيث أعمل اليوم يكفيني ويشرفني.
أومأ برأسه.
وانتهى اللقاء.
خرجت من المكتب، وكأن الأكسجين عاد إلى رئتي.
أما الوزير، فقد بقي محاصراً بظلاله، وبسياساته، وبعقده.
وانتهى اللقاء.
خرجت من المكتب، وكأن الأكسجين عاد إلى رئتي.
أما الوزير، فقد بقي محاصراً بظلاله، وبسياساته، وبعقده.
وأما أنا، فقد خرجت محتفظاً بقلمي… وبحريتي.