أعلنت السلطات المحلية بعمالة أكادير إداوتنان عن إحداث شركة جديدة للتنمية المحلية تحت اسم "النقل المدرسي أكادير إداوتنان"، برأسمال يبلغ 8 ملايين، في إطار الجهود المبذولة لمعالجة معضلة النقل المدرسي بالعالم القروي، التي ما تزال تشكل عائقا أمام ولوج التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية واستمرارهم في الدراسة.
وبحسب النظام الأساسي للشركة، فإن الغرض منها هو تدبير وتنظيم خدمات النقل المدرسي في المجال القروي، مع إمكانية تقديم خدماتها لجماعات أخرى ترغب في ذلك، شريطة احترام القوانين الجاري بها العمل وبموافقة مجلسها الإداري.
وقد جرى تقسيم رأسمال الشركة إلى 80 ألف سهم، تساهم فيه مؤسسات وهيئات ترابية متعددة، في مقدمتها مجلس عمالة أكادير إداوتنان بـ 40 ألف سهم (4 ملايين درهم)، ومجلس جهة سوس ماسة بـ 20 ألف سهم (مليوني درهم)، إضافة إلى جماعة أكادير بـ 4 آلاف سهم (400 ألف درهم)، إلى جانب جماعات قروية مثل الدراركة، وأمسكروض، وتغازوت، وأورير، وتامري، وإمسوان، وأقصري، وإيموزار، وأزيار، وتقي، وتدرارت، بمساهمات مالية متفاوتة، فيما ساهمت وزارة الداخلية، ممثلة في والي جهة سوس ماسة، بسهم رمزي واحد (100 درهم).
ويُنتظر أن تسهم هذه الشركة في تعزيز تكافؤ الفرص بين تلاميذ القرى والحواضر عبر توفير نقل مدرسي آمن ومنتظم، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي المرتبطة بصعوبات التنقل، خاصة بالنسبة للفتيات في العالم القروي.
وراهن السلطات بعمالة أكادير إداوتنان على أن يشكل المشروع نموذجا جديدا للتدبير المهني والشفاف، يخضع للمراقبة والتتبع، ويضمن استمرارية الخدمة وجودتها.
ويأتي هذا الإجراء في سياق أوسع يتجه نحو توسيع تجربة شركات التنمية المحلية باعتبارها أداة مبتكرة لتدبير خدمات عمومية أساسية، بعد أن أثبتت محدودية التدبير التقليدي في قطاعات متعددة، وهو ما يفتح نقاشا واسعا حول مدى نجاعة هذا النموذج في الاستجابة للانتظارات الاجتماعية، خاصة حين يتعلق الأمر بقطاع حيوي كالنقل المدرسي المرتبط بالحق في التعليم والعدالة المجالية.